غادر حسن فارق الشوارع التي حفظت صورته و سجلت على مرماها آثار مشيه ، ترك صدى صوته وحده يُرَدد في حواكير المدينة و بين جدرانها العتيقة... حسن الاسم الذي انطبع في ذاكرة الكبار و الصغار مرَّ من هنا مخلّفاً صدى خطواته و رحل... حتى الغربة كان لها نصيباً بمعرفته فطبع بصمته في سجلاتها... ليعود بعدها الى ربوع "بنت جبيل" صديقته التي ما غفلت يوما تفاصيل حياته ووعيت بساطته شدته حنيناً فعاد اليها ممتطياً صهوة الشوق تعجُّ روحه برائحتها فيقتات من خبزها و لو كسرة حب تغنيه عن وجع الغربة.
لملم حسن خطاه، و ضّب حقائب حزنه و فقره، أغلق باب غرفته الصغيرة و تركها تضجّ وحدها بمعاناة المرض و أنين الوجع... هكذا و دعت بنت جبيل المرحوم حسن أمين ملحم سعد إلى مثواه الأخير وسط جو لفه الحزن و الأسى. و وري الفقيد الثرى في جبانة البلدة بعد أن صلى على جثمانه فضيلة الشيخ أمين سعد.
تصوير حسن زريق - تقرير زهراء السيد حسن - بنت جبيل .أورغ