أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

((( عقدة الإنتظار ))) أين؟ .. وكيف؟ .. ومتى؟!

الجمعة 06 شباط , 2009 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,121 زائر

((( عقدة الإنتظار ))) أين؟ .. وكيف؟ .. ومتى؟!

كلمات كبيرة وتساؤلات كثيرة تتصارع بصورة متصاعدة ومجنونة في عقول الصهاينة اليهود في داخل فلسطين المحتلة و خارجها وفي كل مكان يتواجدون فيه في العالم مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال "القائد الشهيد عماد مغنية"
حيث باتت تلك الجريمة الغادرة التي ارتكبها الصهاينة تشكل كابوساً مزعجاً لهم وعقدة جديدة تضاف إلى عقدهم الكثيرة هي (((عقدة الانتظار))) ، تلك العقدة التي يعاني عادة منها "القتلة والمجرمون" في انتظار "ساعة عقابهم" على جرائمهم، فتصبح حياتهم جحيماً لايطاق ويعيشون في كل لحظة منها حالات الخوف والقلق والترقب وهذا مايعاني منه القادة الصهاينة بشكل كبير حيث تصدر منهم كل فترة تصريحات عصبية وتهديدات متشنجة تعكس حالة خوفهم وقلقهم من ((العقاب المجهول)) الذي ينتظرهم في "أي زمان" وفي "أي مكان" والذي سيباغتهم "بطريقة ما" وعلى الأرجح بطريقة لا يتوقعونها على الاطلاق، حتى بات الكثير من هؤلاء القادة الصهاينة يتمنون أن يقوم حزب الله بالرد على جريمة الاغتيال "اليوم قبل الغد" كي يرتاحوا من الكابوس الذي يعيشونه في كل لحظة

فانتظار العقاب عند القتلة الصهاينة أصبح أسوأ بكثير من حدوثه، وهذا ما يدركه حزب الله تماماً ولذلك فان لعبة ((الإنتظار)) هي "أحد أنواع العقاب" الذي يمارسه حزب الله ببراعة تامة مع الأجهزة الأمنية الاسرائيلية المستنفرة بأقصى طاقاتها بانتظار العقاب الذي وعد به أمين المقاومة السيد حسن نصر الله والذي يدرك الصهاينة تماماً انه إذا وعد وفى ولو بعد حين.

فسيد المقاومة الاسلامية وعد الصهاينة بل وأقسم لهم بأنهم سيتلقون العقاب العادل والمناسب على جريمتهم النكراء التي ارتكبوها بطريقة "جبانة" ولم يجرأوا حتى على أن يعلنوا رسمياً أنهم هم من ارتكبها كما كانوا يتباهون في الماضي عندما يغتالون أحد قادة المقاومة

فالصهاينة باتوا اليوم يدركون تماماً أن المعادلة قد تغيرت بشكل جذري فجرائمهم لم تعد لتمر هكذا بدون حساب ولا عقاب، فاليوم هناك مقاومة قوية وقادرة على الرد بالتوقيت المناسب وبالشكل المناسب، وهذا الأمر هو أكثر مايخيف ويقلق القادة والمسؤولين الصهاينة، فرغم كثافة وضخامة الاحتياطات الأمنية فهم عاجزون عن التقاط أي اشارة من حزب الله عن كيفية الرد وتوقيته وعن الهدف أو الأهداف التي سيختارها حزب الله وأماكن تواجدها !!!

أسئلة كثيرة بات التعايش معها عقاباً بحد ذاته للقادة الاسرائيليين الذين أصبحوا لايجرأون على الظهور إلا نادراً وبحراسة مشددة، وباتوا يتنقلون ويسافرون سراً ويتلفتون ويشكون بكل شيء من حولهم، وهم يعلمون وإن كان ذلك الوضع هو عقاب لهم بحد ذاته ولكنه طبعاً لن يكون البديل عن ((العقاب الأكبر)) الذي لا مناص منه من قبل حزب الله، والذي سيكون حتماً مؤلماً ومفاجئاً وربما ليس مفاجئاً كثيراً أو ربما يكون متوقعاً ! .. لا أحد يعلم ! .. ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بذلك !

فحزب الله كان ولايزال يمتلك السرية الكاملة وعنصر المفاجأة الذي دوخ الصهاينة وجعلهم يعجزون عن صد ضرباته المتتالية في مناسبات كثيرة لعل أقربها و"ربما" ليس آخرها أسر الجنديين الاسرائيليين في تموز مما أفقد الصهاينة صوابهم وجعلهم يتسرعون في شن عدوانهم المجنون على لبنان والذي كانوا يخططون له منذ زمن طويل مما أفقدهم "عنصر المفاجأة" الأمر الذي أدى إلى هزيمتهم الساحقة في تموز وفقدانهم لصورة الردع الزائفة التي كانوا يجهدون في الحفاظ عليها وتضخيمها وتسويقها عبر اعلامهم واعلام "حلفائهم" من الأنظمة المعتدلة أمريكياً.

واليوم كما البارحة يدرك القادة الصهاينة أن رد حزب الله "قادم لا محال"، وأنهم بعد هذا الرد الحتمي أمام خيارين صعبين:
إما تلقي العقاب على جريمة اغتيالهم للقائد عماد مغنية والتظاهر بالغضب واطلاق التهديدات الكبيرة لحزب الله دون وجود دليل على أن حزب الله هو من قام بالرد وربما القيام بعدها بضربات صغيرة ومحدودة سوف تقابل حتماً من حزب الله بضربات مماثلة في الحجم والمكان ..
واما أن يفقدوا أعصابهم وعقولهم ويقومون مرة أخرى بشن عدوان جديد ستكون نتائجه بدون أدنى شك كنتائج عدوان تموز بل "وأشد منها" حيث سيندم الصهاينة "مرتين"، مرة لأنهم اغتالوا الشهيد القائد عماد، ومرة ثانية لأنهم قاموا بالرد على رد حزب الله على اغتياله !

وبغض النظر عن كل هذه "النظريات المتعددة" و"الاحتمالات المفتوحة" فان حزب الله كمقاومة وطنية يمتلك كل الحق في الرد على جرائم الصهاينة شاء الصهاينة وحلفائهم ذلك أم أبوا، فالقاتل لابد أن ينال عقابه وجرائم الصهاينة المتعددة لن تمر بعد اليوم بدون عقاب مؤلم، مع العلم أن جريمة اغتيال القائد عماد ليست الجريمة الوحيدة التي ارتكبها الصهاينة بحق اللبنانيين، فهناك جرائم وحشية كثيرة ارتكبها المجرمون الصهاينة بحق الآلاف من أطفال لبنان من ضمنها "مجزرتي قانا الأولى والثانية" ومثيلاتها في عدوان تموز وقبل عدوان تموز، والتي لم يتلقى الصهاينة القتلة حتى الآن العقاب العادل على ارتكابهم لها، اضافة إلى الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبوها مؤخراً بحق آلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة والتي من حق وبل من واجب "المقاومة الفلسطينية" أن ترد عليها أيضاً وهذا حق تضمنه الشرائع السماوية والقوانين الدولية مع عجز الأمم المتحدة عن معاقبة اسرائيل ولو لمرة واحدة على أي من جرائمها الكثيرة وخاصة بحق الأطفال الأبرياء مما يوجب على حركات المقاومة الوطنية أن تدافع بنفسها عن أهلها وعن أطفالها، فالسن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم وهذه هي العدالة.

Script executed in 0.19290208816528