أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بلدة برج رحّال شيّعت عروس الصبا "أميمة" إلى مثواها الأخير

الثلاثاء 04 تشرين الأول , 2016 03:09 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 169,633 زائر

بلدة برج رحّال شيّعت عروس الصبا "أميمة" إلى مثواها الأخير

أميمة.. لم تحب السفر يوماً لكن حبها لزوجها محمد كان أكبر.. أميمة، الاسم الذي أشعل قلوب اللبنانيين حزناً، كما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي التي غصّت بصور عروس الجنوب.

ابنة الاثنين وعشرين ربيعاً رحلت بمأساة.. ودّعت مسقط رأسها في برج رحال.. عانقت والدتها.. وصلت إلى ساحل العاج فلحقت لعنة الاغتراب بها، وخطف  الموت روح شابةٍ كانت تضج بالحياة، وتركت عريسها وحيداً يواسي نفسه وآلامه الجسدية والنفسية بذكرياته وحبيبته في ربوع الجنوب الذي أمضيا فيه أياماً من العشق والفرح كانت فصولها قصيرة.

"آخر صباح فيك يا لبنان" .. بهذه العبارة ودعت أميمة مغربي الجنوب وذهبت في رحلة وداع لكل الوجوه، الأشياء، الأسماء والمطارح التي احتضنت عمرها القصير، دون أن تعلم أنّ ذاك الصباح إنما سيكون آخر صباحاتها في هذه الحياة القاسية.

يجتاح الحزن أروقة منزل والدي أميمة، ويفوح عطر الأمومة الجريحة، وتتدفق مشاعر الحب والشوق والحسرة لوردةٍ ما تفتّحت كل أوراقها بعد.

هنا، ستسكن أميمة بيتها الأبدي.. هنا، سيُكتب الفصل الأخير من حكاية "عروس الصبا" التي أحبّها كل من عرفها.. لكن حب الله لها فاق الجميع، فاختارها ملاكاً في جنانه.
تقرير بتول عبد الله
تصوير أحمد حريري

Script executed in 0.19413304328918