أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

كنوز زمنية تعرض للمرة الأولى...إعادة افتتاح الطابق السفلي لمتحف بيروت الوطني

السبت 08 تشرين الأول , 2016 08:19 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 23,771 زائر

كنوز زمنية تعرض للمرة الأولى...إعادة افتتاح الطابق السفلي لمتحف بيروت الوطني

يشكل الإرهاب، اليوم، تهديدا جديدا للتراث الثقافي، ولتنوع الأفكار والثقافات. فيساهم الحفاظ على التراث والإرث الثقافي في حماية التنوع والاختلاف بين المجتمعات والأديان وفي مواجهة الإرهاب» حسب ما يشير وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني، أمس، في حفل افتتاح الطابق السفلي لمتحف بيروت الوطني الذي كان مقفلا منذ العام 1975.
يخصص الطابق السفلي للفن الجنائزي في لبنان الذي يتجسد، وفق أمينة متحف بيروت الوطني آن ماري عفيش، بآثار تمتد من حقبة ما قبل التاريخ (100الف ما قبل الميلاد)، الى المرحلة العثمانية (حوالي القرنين الثامن عشر - التاسع عشر). يخبر الفن الجنائزي عن الحياة والمعتقدات والطقوس، فتشهد الأغراض على تاريخ النساء والرجال الذين عاشوا سابقا على ارض لبنان.
وتعرض، للمرة الأولى في المتحف، مومياءات وقبور تستذكر عادات وطقوسا جنائزية. ويعرض المتحف 31 ناووسا مجسما، وتكشف الأغراض المكتشفة داخل النواويس عن فن وتقاليد الفينيقيين بشكل عام، والصيدونيين بشكل خاص بين القرنين السادس والرابع ق.م. ويشهد المتاع الجنائزي المعروض في الطابق السفلي على الحياة اليومية: أسلحة معدنية، أمشاط عاجية، ملاعق خشبية، قوارير زجاجية. ويعتبر المدفن من الحقبة الرومانية، الذي تم اكتشافه في العام 1937 في منطقة صور، من جواهر المتحف الوطني.


يقول وزير الثقافة ريمون عريجي: «ان متاحفنا هي نحن، هي مكونات من جغرافيا ودين ونظم، هي تاريخ منقوش بالحجر لمسارات شعوبنا وانهياراتنا وقيامتنا»، لافتا الى ان افتتاح الطابق السفلي هو لحظة مصافحة التاريخ اذ تشكل هذه المقتنيات الأثرية شواهد على الحضارة التي نشأت على الشاطئ المتوسطي وأغنت التراث الإنساني.
يتوجه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بتحية الى الأمير موريس شهاب الذي «سارع الى حماية هذه الكنوز من نيران الحرب الأهلية الى حين انتهاء نوبة الجنون وعودة اللبنانيين الى استئناف مسار تاريخهم المشترك». وينوه سلام بجهود الجمهورية الإيطالية وتقديماتها المادية والتقنية التي ساهمت في «إعادة تسليط الضوء على بعض تاريخنا الدفين وهو جزء من التاريخ المشترك بين روما العظيمة وهذه المنطقة من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط».
يذكر سلام أنه «حين كان وزيرا للثقافة، قيل له يوما، أمام بعض النواويس والتعاويذ التي تحبس الأنفاس لجمالها، إن أجدادنا القدماء برعوا في «الفن الجنائزي» بينما يقول اليوم: «إن اللبنانيين انصرفوا عن هذه المهنة منذ زمن، وصاروا يقيمون اعتبارا كبيرا لـ «فن العيش» الذي برعوا فيه».

ملاك عقيل
السفير بتاريخ 2016-10-08 على الصفحة رقم 2 – محليّات
http://assafir.com/Article/512584

Script executed in 0.18219089508057