تدنى مستوى مياه نبع الحاصباني بشكل كبير ووصل إلى أدنى مستوياته في مثل هذه الفترة من العام. وقد انعكس ذلك سلباً على الحياة المائية خاصة، والوضع عند ضفتيه عامة، حيث تكثر المشاريع والبساتين والمزروعات الصيفية المهددة بالعطش واليباس. ما ينذر بخسائر كبيرة قد يتكبدها المزارعون.
يبلغ معدل مياه نبع الحاصباني، بحسب المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، 4100 متر مكعب في الساعة، لكنها هبطت في هذه الفترة من السنة إلى ما دون الـ 250 متر مكعب. فيما تعزو الجهات المعنية ما يحصل إلى التقلبات المناخية والشح في كمية الأمطار والثلوج المتساقطة تحديدا في محيط حوضه ومرتفعات جبل الشيخ وجبل الوسطاني.
لم تعد كمية المياه المتسربة في قناة الري الرئيسة تروي سوى مساحة قليلة من البساتين والمزروعات القريبة منها، بحيث يتخوف المزارعون من نضوب المياه خلال أسابيع.
يصف الناشط البيئي أمين الحمرا، الذي كان يقوم مع مجموعة من قسم الشباب في مكتب النائب أنور الخليل بعملية تنظيف لمجرى النهر، شح المياه بالكارثة الطبيعية. لكنه يؤكد أن تأثيره لن يكون كارثيا، وخصوصا أن المواسم الزراعية والسياحية باتت في نهايتها، مشيرا إلى «أن لبنان كان قد شهد مثل هذا الوضع في عام 1930 حتى 1933 حيث كانت نسبة المتساقطات متدنية، إلى ما دون الـ 40 في المئة من نسبة المعدل العام».
وأكد الحمرا «أن مياه الشفة ستبقى مؤمنة من نبع قريب لنبع الحاصباني الرئيسي حيث المياه لا تزال في مستوى مقبول، لذا كان لا بد من تدابير استباقية لتحاشي جانب من هذه الكارثة، ومنها ترشيد استخدام المياه عبر التخفيف من الاستهلاك الفردي اليومي والمقدر في لبنان بـ 180 ليترا». يضيف: «هناك أيضا الحلول غير المحببة، ومنها حفر آبار ارتوازية لاستغلال المياه الجوفية، وهذا ما لجأنا اليه بتمويل من الصليب الأحمر الدولي، حيث عملنا منذ عامين وبعد دراسة هيدرولوجية للمنطقة على حفر بئر ارتوازية بمحاذاة نبع الحاصباني، وسنضخ مياهها وقت الضرورة لسد النقص في مياه الشفة إذا حصل».
بحسب دراسة أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تبلغ مساحة الحوض 516 كيلومترا مربعا، ويمتد المجرى الشتوي أعلى النبع على مسافة 34 كيلومترا، ومسافة 21 كيلومترا أسفل النبع. وبحسب الدراسة فإن إجمال الاستهلاك الحالي للري يتجاوز الـ 4 ملايين متر مكعب في السنة فيما المطلوب هو بحدود الـ 30 مليون متر مكعب. ويبلغ عدد قرى الحوض 47 قرية يتجاوز عدد سكانها الـ 70000 نسمة، أما المساحة الإجمالية للحيازات الزراعية فتقدر بحوالى 8500 هكتار، والمساحات المزروعة بـ 3630 هكتارا، فيما المروي منها بحدود الـ 800 هكتار وهذه ستكون عرضة لليباس والهلاك.
يشير رئيس بلدية الماري يوسف فياض إلى أن مياه الحاصباني انقطعت عن سهل الماري منذ أكثر من شهرين بسبب انخفاض مياه النبع التدريجي الذي بدأ مع نهاية حزيران الماضي. وقد دفع هذا الجفاف بمزارعي سهول الماري والمجيدية للتوجه الى الآبار الارتوازية لسد النقص في مياه ري مزروعاتهم الصيفية.
طارق ابو حمدان
السفير بتاريخ 2016-10-18 على الصفحة رقم 4 – محليّات
http://assafir.com/Article/514501