أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بطريرك 14 شباط!

الثلاثاء 10 شباط , 2009 09:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,548 زائر

بطريرك 14 شباط!

 لم يكن موقفه ملتبسا وإنما التزم (البطريرك) نهجا حاول عبره عدم الإعلان صراحة ومباشرة عن دعمه لجماعة الاكثرية النيابية حتى لا يتعرض للانتقادات كونه يعتبر المرجع الروحي لكل المسيحيين الموارنة على اختلاف انتماءاتهم في لبنان.
أخيرا كشف صفير عن انتمائه لجماعة «14 شباط» عندما دعا صراحة الى انتخاب مرشحي هذه الكتلة في الانتخابات النيابية المقبلة وكانت دعوته بمثابة فتوى بوجوب نصرة اهل «شباط»، محذرا من «أخطار تاريخية» اذا ما فازت المعارضة بالانتخابات وحصلت على الأكثرية وهكذا لم يعد صفير بطريركا يمثل المسيحيين كلهم وإنما تحول الى طرف سياسي في المعادلة وهذا سيجلب اليه الانتقادات من كل حدب وصوب.
قبل الانتقادات لا بد من التساؤل حول «الأخطار التاريخية» التي يتحدث عنها صفير. فماذا ستكون تلك الاخطار اذا كانت المعارضة التي يتخوف البطريرك من فوزها هي معارضة وطنية تمثل نهجا استقلاليا وسياديا بكل معنى الكلمة وإذا كانت تحظى بتأييد النسبة العظمى من اللبنانيين وذلك بغض النظر عن مدى التمثيل التي ستحظى به من خلال الانتخابات المقبلة ذلك أن الانتخابات في لبنان وما تفرزه من نتائج لا تعكس التمثيل الحقيقي لأي طرف سياسي وذلك لاعتبارات كثيرة لا يمكن شرحها حاليا.
نعم فوز المعارضة سيزعج صفير ومن يدعمهم، ليس لان المعارضة تتربص الشر بلبنان وانما لأن ذلك سيشكل ضربة للمشروع الاميركي في لبنان وهو ما لا تريده جماعة «شباط» ويبدو أن البطريرك لا يريده أيضا باعتبار ان المقاومة والحفاظ على الاستقلال ووحدة اللبنانيين باتا خطرا تاريخيا، اما التقسيم والتفتيت وتشتيت اللبنانيين فهو المطلوب لأنه يرضي السيد الاميركي ويحنن قلبه على لبنان.
كان الأفضل للبطريرك صفير ان لا يتحول طرفا في التجاذبات السياسية الحاصلة في لبنان لكن ومع هذا فضل ان يعلن عن انتمائه السياسي لجماعة «14 شباط» وأصبح «بطركها»في حين كان المطلوب منه ان يكون الجامع للمسيحيين الموارنة على اختلاف انتماءاتهم وذلك بحكم الموقع الديني الذي يمثله والذي يحكمه.
عندما يتحول بطرك الموارنة الى طرف سياسي وعندما يتحول مفتي الجمهورية بدوره الى طرف فإن ذلك يعني مزيدا في الانقسام بما يستتبعه ذلك من زيادة للمناكفات السياسية والتجاذبات التي لم تعد أبدا ظاهرة صحية كما يحاول بعض السياسيين ان يشيعوا، بل على العكس ان ذلك يجر لبنان الى مزيد من الانتكاسات التي لا تفيد لبنان ابدا في المرحلة الحالية.لقد أخطا البطرك بإصداره تلك الفتوى فهزيمة «14 شباط» في الانتخابات النيابية المقبلة ان حدثت لن تكون هزيمة للجماعة وحدها وانما ستكون هزيمة للبطريرك نفسه وهو الذي وضع نفسه في موقع ما كان يجب أن فيه على الإطلاق.

Script executed in 0.19754004478455