فؤاد السنيورة يهين الشهداء أولاً. لأنه يصنفهم فئات. فبالنسبة إليه ثمة شهيد فئة أولى، وآخر فئة ثانية، وآخرون من فئات أدنى لا يذكرها ولا يتذكرها ربما.
فؤاد السنيورة، يطبق نظرية فريقِه الطبقية، لا على الطيبين وحسب، بل على الراحلين أيضاً. فهل يعتبر السنيورة أن رفيق الحريري وحدَه، هو شهيدٌ ابن ست، فيما جبران تويني وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج والآخرون، شهداء أبناء جارية؟
وهل يعتبر فؤاد السنيورة، أن رئيساً سابقاً للحكومة، مثل رفيق الحريري، هو أعلى في بروتوكول دولته من رئيسٍ لحكومة قائمة، مثل الشهيد رشيد كرامي؟ وهل الحريري في مراسم شركة السنيورة ومزرعته ومغارته، أرقى من رئيسين للجمهورية، استشهدا وهما في سدة الرئاسة، مثل بشير الجميل ورينيه معوض؟
ثم إن فؤاد السنيورة يهين الأحياء، وبالأخص من هم في حاشية فريقه. فماذا يقول سيد السراي لصولانج الجميل إذا سألته التعطيل في 14 أيلول؟ ماذا يقول لابنها نديم، وهو يستعد لمخاطبة أبناء الأشرفية، فيما أرباب فريقه لا يرون من بيروت، لا بل من كل لبنان، غير تأليه قريطم، وتقديس أصنامها؟
وماذا يقول السنيورة لنايلة معوض، إذا أفاقت يوماً وسألته عن زوجها وذكرى زوجها؟ ماذا يقول لنجلها الشاب ميشال، الذي ترك صالون غازي كنعان، وراح يجوب المغتربات، بحثاً عن صوتٍ لفريق قريطم؟
ماذا يقول لذوي باسل فليحان وووليد عيدو ووسام عيد؟ هل يقول لهم أن سمير قصير كان الوحيد على حق، يوم قال عن رفيق الحريري، أنه ينظر الى كل الناس على قاعدة أولاد الست وأولاد الجارية؟
وأخيراً، فإن فؤاد السنيورة يهين المقدسات. كل المقدسات، الاسلامية قبل المسيحية. فهو من رفض قبل عامين التعطيل يوم الجمعة العظيمة. وهو من جاء بأحد وزراء حاشيته، ليبرر تصرفه، بأن يوم صلب يسوع الرب، هو يوم حزن، وبالتالي لا داعي للتعطيل. فهل يوم غياب رفيق الحريري هو يوم فرح للسنيورة، ما يستدعي العطلة؟ أم أن الحريري بالنسبة اليه، أعلى رتبة من الرب يسوع؟
إهانة للشهداء والأحياء والمقدسات، ارتكبها فؤاد السنيورة. إهانة نرفضها. وسنرد عليها، احتراماً لكل شهيد وحي ومقدس، بعدم الالتزام، وبعدم التعطيل يوم 14 شباط.
