مرّ 48 عامًا والمواطن التركي "إسماعيل دمير" (58 عامًا)، يجمع الحطب من غابات الصنوبر والبلوط المحيطة بقريته في ولاية "بولو" شمال غربي البلاد، ليحضر الشاي لسكان القرية والمسافرين عبرها، تاركًا لهم حرية تحديد السعر.
وافتتح والد إسماعيل، هذا المقهى في قرية "أسكي جاغا" بولاية بولو عام 1944 على الطريق الواصل بين العاصمة التركية أنقرة وولاية زونغولداق (شمال)، ليعمل فيه الابن منذ كان في العاشرة من عمره، ثم يرثه بعد وفاة أبيه قبل 28 عامًا.
وفي حديث للأناضول قال "دمير" إنه وأبيه لم يستخدما السخانات الكهربائية أو تلك التي تعمل بواسطة الغاز قط، في تحضيرهما الشاي في المقهى، واكتفيا باستخدم ما تجود به الطبيعة من حطبِ الصنوبر والبلوط المجموع من الغابات المحيطة بالقرية.
وأضاف أنه لم يحدد في أي يومٍ سعرًا لكوب الشاي الذي يستمتع بتناوله سكان القرية والمسافرين على طريق أنقرة زونغولداق في المقهى، وترك مسألة تحديد السعر للزبائن.
لا يرى الرجل أن تحديد سعر للشاي المحضر بواسطة الحطب عملا صحيحا "بعض الزبائن يدفعون 25 قرشًا للكوب الواحد، فيما يدفع آخرون ليرتين تركيتين أو 5 (الدولار الواحد = 3 ليرة تركية)".
ويبلغ عمر المقهى نحو 72 عامًا، ولم تستخدم فيه أبدًا المنظفات الكيماوية لغسيل أكواب الشاي التي يتم غسلها وفق الأسلوب التقليدي باستخدام الرماد والصلصال. كما يقول دمير.
ولفت صاحب المقهى إلى أن معظم المسافرين الذين يسلكون الطريق الواصل بين أنقرة وزونغولداق عبر قريته، يحرصون على التوقف قليلًا وتناول كوب من الشاي لديه.
(الأناضول)