حين نكون في مراحل النمو الأولى فإننا تلقائيًا نبدأ بعمل روابط بين الأشياء، من بينها أننا نعتقد أن جميع الأشياء لها ذات الألوان. على سبيل المثال، نظن أن اللون الأزرق هو لون جميع الأنهار، لكن هذا ليس صحيحًا فلأسباب كثيرة قد تجد أنهارًا ذات لون أحمر!
من بين الافتراضات التي نبدأ بعملها في أدمغتنا هو أن لون الحليب أبيض أو لون قريب منه، لكن فرس النهر يُلغي هذا الافتراض، حيث إن الحليب الذي ينتجه وردي اللون. ومن المعروف أن حليب جميع الثدييات أبيض اللون أو أوف وايت، باستثناء فرس النهر، فما السبب؟!
يوجد لدى أفراس النهر دفاع طبيعي ضد البكتيريا التي قد تنمو على البشرة، وكذلك لحماية أنفسها من أشعة الشمس فوق البنفسجية، فتنتج نوعين من الأحماض على أجسامها، وهما: “hipposudoric” و “norhipposudoric”.
تشكّل هذه الأحماض عائقًا أمام البكتيريا؛ ما يمنعها من البقاء على جلد فرس النهر، كما أنها تعمل في ذات الوقت كواقي شمس ضد الأشعة الضارة.
ما علاقة ذلك بلون الحليب؟
العلاقة هي لون هذين الحمضين، أولًا حمض “hipposudoric” لونه أحمر كالدم، في حين أن لون حمض “norhipposudoric” برتقالي. وغالبًا ما يحتوي حليب فرس النهر على حمض “hipposudoric”. وكما تعلم فإن مزجت اللونين الأبيض والأحمر، فستكون النتيجة لونًا ورديًا.
حقائق أخرى عن حليب فرس النهر
عدا عن لون الحليب، فمن الحقائق المثيرة للاهتمام، أن كوبًا من حليب فرس النهر يحتوي على أكثر من 500 سعرة حرارية، وهو ما يجعله أكثر أنواع الحليب قيمة غذائية.
تتم ولادة فرس النهر تحت الماء، هذا يعني أن أول ما يقوم به الصغير هو السباحة للأعلى للحصول على الهواء.
تميل أفراس النهر لحماية أطفالها، حيث يُعرف عنها أنها عدوانية عمومًا، لكن تزداد درجة عدوانيتها عند رعاية أطفالها خوفًا عليها. فهي غالبًا تميل للعيش في مجموعات، فصغير فرس النهر لا يتلقى العناية من قبل الأم فقط، إنما من بقية إناث القطيع.
هل تعلم أنه قد يتم أيضًا إفراز الحليب تحت الماء؟ حين يحدث ذلك، ينزل صغير فرس النهر تحت الماء ويغلق أنفه وأذنيه للرضاعة، حيث لفرس النهر القدرة على البقاء لمدة 30 دقيقة تحت الماء!
ابونواف