هكذا كان حال هؤلاء العمال في مدينة بنت جبيل عندما حلت العاصفة الاخيرة، فلم يمنحهم الطقس الأهوج مهلة لجمع أغراضهم وحاجياتهم، وبدون سابق إنذار، نفحت الريح ودوّى الرّعد وبرقت السماء حتى انهطلت الأمطار الغزيرة ودلفت أسقف الغرف المخلخلة بسبب الحرب فوق رؤوسهم. وبعد ان حل جود العاصفة الاخيرة على بنت جبيل وجوارها، كان عدد من العمال السوريين الذين يسكنون في بعض الغرف القديمة في وسط بنت جبيل يهرعون محملين بما استطاعوا ان يلملوا من أغراضهم، يبحثون عن مكان يأويهم ويحميهم من دلف مياه الشتاء والصقيع القارس وكأنهم في حالة الاهساء والضياع.
ومنذ عقد من الزمن، عُرف العامل السوري بجهوده المستمرة وشقائه وتحمله الصعاب وتعبه سعيا وراء لقمة العيش، خصوصا في هذه الأيام بعد ان شهقت العواصف ليلا وانهطلت الأمطار بغزارة، فبالأمس تبين أن الطقس قد "زاد الطين بلّة" وانقلبت حياة السوري في بنت جبيل رأسا على عقب، حيث اضطر بعض هؤلاء العمال على اللجوء الى غرف الزملاء الذين ينعمون بسكن افضل. يقول العامل السوري احمد ابراهيم من عشيرة "العقَيدات" كما اراد ان يعرف عن نفسه، "اننا نواجه وضعاً صعباً في هذه العاصفة، ودلف المياه لم يتح لنا المجال للبقاء حتى الصباح لنغادر الغرفة، وحملنا اغراضنا المبللة بمياه الشتاء وتوجهنا الى غرف الزملاء وترواح عددنا قرابة ال 30 شخص بالغرفة الواحدة "ويشير ابراهيم انه يمكن ان يتوجه الى بلده سوريا لتمضية هذا الشهر العاصف ويعود بعد تحسن الطقس.