أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رحيل رجلٍ آخر من جيل الطيبين .. ابو عبد الله.. غبب من التعب حتى الثمالة و غدره المرض و رحل !

الإثنين 14 تشرين الثاني , 2016 08:05 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 80,096 زائر

رحيل رجلٍ آخر من جيل الطيبين .. ابو عبد الله.. غبب من التعب حتى الثمالة و غدره المرض و رحل !

قبل ارتحال الشمس عن موعدها و نحن نعانق تعب نهاراتنا المثقلة بالهموم، صادفنا خبر رحيل وجه آخر حفر الدهر بتفاصيله.. اليوم وقبل انجلاء الناس الى مساكنها، سوف لن نصادف وجه حسن محمد عبدالله  "ابو عبد الله" و هو يتنقل بخطواته على مهل و كان قد اطل على زبائنه في سوق بنت جبيل لينتظر عند ساحة "النبية" من يقله الى "حولا" او الى اقرب مكان اليها.

 "ابو عبد الله" بائع اليناصيب الذي ارتسمت على وجهه ملامح الشقاء و حومات الدهر، كيف لا و هو الثمانيني النشيط الذي يقتات خبز يومه من عرق جبينه، غبب من التعب حتى الثمالة، هو الطيب الذي علمنا حب البسطاء الذين يسيرون خلف ما تبقى من احلامهم . 

عمل "ابو عبد الله" حتى آخر سنينه في زراعة التبغ كغيره من ابناء القرى الحدودية، ولم يترك يوماً مهنة "بيع "اليناصيب" فتنقل بين اقضية النبطية و مرجعيون حتى وقف جيش الاحتلال عائقاً امام تنقلاته بين حولا و مرجعيون فادخل الرعب في قلوبهم حين كان يتنقل قرب الشريط الشائك و في يده "شنطة اليناصيب" ليتعرض للشتائم و التهديد حتى انتقل للبيع في بنت جبيل و قراها..

 ابو عبد الله غدره مرض عضال في آخر ايامه، رحل اليوم تاركاً اثره الطيب ليصبح ذاكرة جميلة صادفت بعض القرى و البلدات الجنوبية بناسها و شوارعها  و حارتها.. ليبقى في ذاكرتنا حكاية تشع من جنباتها دروساً في معنى الكدح و العصامية و الارتقاء من عرق الجبين.

انا لله و انا اليه راجعون - الفاتحة 

حسن بيضون / بنت جبيل.اورغ 

Script executed in 0.17383503913879