هذه الظاهرة النادرة ينتظر متابعتها الملايين من سكان الأرض خلال أيامٍ قليلة، ذلك لأنها لن تتكرر خلال وقتٍ قريب. إذ يتوقع علماء الفلك بوكالة ناسا أننا سنشهد ظاهرة القمر العملاق مرة أخرى بحلول 25 نوفمبر عام 2034م.
وتزامنًا مع هذه الظاهرة الفلكية، يرِّوج البعض إلى إشاعات مختلفة تناقلوها عبر الأجيال من أجدادهم. البعض صدَّق وآمن بهذه الأقاويل، لكنها تبقى مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة. في هذا المقال، نستعرض أبرز الخرافات التي ارتبطت باكتمال القمر والقمر العملاق على حدٍ سواء.
خرافات حول القمر المكتمل لا تصدقها!
خرافة: إجراء عملية جراحية غير آمن خلال الظاهرة
هناك أسطورة سائدة بأن إجراء العمليات الجراحية ينبغي أن يتم ربطه مع مواعيد معينة وفق توقعات فلكية معينة. أنصار هذا الادعاء يظنون أن ظاهرة المد والجزر ترتبط وتؤثر على تدفق الدم، وحيث أن ظاهرة القمر العملاق تؤثِّر على المد والجزر في المحيطات، فإنهم يظنون أن إجراء عملية جراحية خلال هذه الظاهرة من الأمور الخطيرة ومغامرة كبيرة.
ومن أجل تكذيب هذه الإشاعة، نشرت مجلة علم التخدير دراسة أوردها موقع livescience، تُبيِّن أن القمر لم يكن له تأثير على نتائج 18000 عملية جراحية تم إجراءها بين عامي 1993 – 2006م في عيادة كليفلاند. كما أن تأثير القمر على سوائل الجسم ضئيل للغاية ويكاد لا يُذكر.
في الواقع، تُشير بعض الدراسات أنه من الأكثر أمنًا أن تُجرَى عمليات جراحية في القلب خلال اكتمال القمر. إذ أظهرت الدراسات أن النتائج كانت أفضل وفترة المكوث في المستشفى أقل، لكن الخبراء غير متأكدين من السبب.
خرافة: للقمر جانب مظلم
وفقًا لوكالة ناسا الفضائية، فإن ما نُسميه الجانب المظلم للقمر هو في الواقع جانبه الآخر الذي لا نراه. حيث أن دوران القمر يحجب عن الأرض 41% من سطحه. وعلى الرغم من شكله المعتم، إلا أنه ليس كذلك في الواقع.
ويُمكن ملاحظة عدد قليل من البقع الداكنة على سطح القمر نتيجة السهول البركانية على سطحه.
خرافة: تتصرف الكلاب والقطط بجنون خلال اكتمال القمر
بعض الناس، حتى الأطباء البيطريين، يعتقدون أن القطط والكلاب تفزع أثناء اكتمال القمر. إذ يظنون أن للقمر المكتمل تأثيرًا نفسيًا على الحيوانات الأليفة.
وما يجعل هذه النظرية تبدو حقيقية، هو ارتفاع عدد زيارات العيادات البيطرية للقطط والكلاب أثناء اكتمال القمر أو قبل أو بعد الظاهرة بأيام قليلة.
ومع ذلك، فإن هذه النظرية ما هي إلا خرافة وليست صحيحة. وسلوك القطط والكلاب خلال اكتمال القمر أو القمر العملاق ينتج عن زيادة في الإضاءة خلال الليل ما يجعل الحيوانات تميل إلى البقاء مستيقظة حتى وقتٍ متأخر للتأمل في هذه الهالة الضخمة ورُبما تتسبب ببعض المشاكل أثناء ذلك.
خرافة: لا يتأثر النوم خلال اكتمال القمر
مجموعة من العلماء في سويسرا صُدموا عند اكتشافهم أن اكتمال القمر يقلِّل من مقدار الراحة خلال النوم لدى الأشخاص البالغين. فقد وجدوا خلال الدراسة أن الوقت زاد بمقدار 5 دقائق إضافية لدى البالغين ليغطُوا في النوم، واستيقظوا أبكر بـ 20 دقيقة.
كما أنهم أمضوا 30% أقل من المعتاد في مرحلة النوم العميق. وعلى الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى السبب وراء هذه النتائج، لكنهم يعتقدون أن للأمر علاقة بدورة الحياة اليومية للجسم.
خرافة: يزيد نشاط الأطفال خلال اكتمال القمر ويميلون إلى السهر أكثر
على الرغم من الاعتقاد السائد أن القمر العملاق والمكتمل يزيدان من نشاط الأطفال ويؤخران من وقت النوم لديهم، إلا أن اختبارات هذه النظرية أثبتت أنها خرافة. إذ أن الأطفال يميلون للنشاط الزائد في جميع مراحل القمر سواء كان بدرًا أو هلالًا.
ولوحظ زيادة بنسبة 1% فقط على نشاطهم خلال القمر العملاق، وهي نسبة لا تُعتبر ذات مغزى سريري.
خرافة: اكتمال القمر يُصيب البعض بالجنون
الأبحاث النفسية كشفت أن البدر أو الهلال ليس له أي تأثير على المشاكل النفسية، وتقارير بعض مسؤولي الصحة يمكن أن تكون أكثر بسبب خرافاتهم من أي تأثير حقيقي.
وعلى الرغم من أن خدمات الطوارئ غالبا ما تلقي بلائمة الزيادة في معدل الجريمة على اكتمال القمر وتحشد الشرطة في أميركا المزيد من الضباط لمجابهة أي اضطرابات قد تحدث في ذروة دورة القمر. كما تُسجل المستشفيات ارتفاعًا في الإصابات أثناء البدر، ومع ذلك ليس هناك دليل يثبت أن هذا التأثير حقيقي وقد فشلت عدة دراسات في إظهار أي علاقة.