لملمت سنين عمرها و رحلت...إسراء كحيل، الأم الصغيرة، ابنةُ العشرينَ ربيعاً، قضت برفقة رضيعها في الغربة. و كأنها أبت أمس ان ينام طفلُها جمال صبّاح بعيداً عنها، فاسلمت روحَها ورحلت بعمر الورد.
مساء أول أمس فُجع الشاب علي صبّاح بفقده أسرتِه الصغيرة، و لم يعد لديه ما يؤنس وحدتَه في الغربة، رحلوا مخلفين صورَهم في أصداءِ ذاكرته.
و في تفاصيل الحادثة المأساوية التي حصل عليها موقع بنت جبيل، روى أحدُهُم ان اسراء كانت برفقةِ ابنها، عائدةً الى منزلها حيث تقطن في ساحل العاج. ولدى عبورها الشارع مر سائقٌ متهور يقودُ سيارتَه بسرعةِ جنونية، وتسبب بوفاة الطفل ، فيما اصيبت اسراء اصابات خطرة نقلت اثرها الى المستشفى، لتفارق الحياة في اليوم التالي. و صدمة الجالية اللبنانية في افريقيا تقابلها صدمة عائلة الفقيدة المفجوعة في النبطية في جنوب لبنان.
هو القدر يتربص بالمرء أينما حل... و لكن يعز على اللبناني أن يفقد عزيزاً في الغربة بعدما أفنى حياته في سبيل لقمة العيش المغمسة بالتعب.