قصة وتاريخ اللون الوردي للبنت والأزرق للذكور لها جذور تصل إلى القرن التاسع عشر في أوروبا، وقد انتشرت بالتدريج حول العالم لتجهيزات الأطفال المواليد وتصنيفات ملابسهم وغرفهم وديكورات الإحتفالات بقدومهم إلى عالمنا، فبعد أن كان الطفل يجهز، سواء كان ولدا أو بنتا بالملابس والحضائن البيضاء، لما توفرها من سهولة بالإستخدام والتعقيم، صارت مظاهر موضة الألوان الزاهية للأطفال بحسب جنسهم.
نظرية الوردي للبنات والأزرق للصبيان
بدأت هذه الظاهرة إجتماعيا عام 1800، ومن قبلها كان الأطفال يرتدون الفساتين البيضاء سواء كان الصبيان أو البنات، وبحسب موقع Smithsonian.com، أن التحول نحو الوردي والأزرق حدث تدريجيا، وقبلها كان الأبيض هو الأسهل لغرض تغيير الحفاضات والملابس الداخلية بسهولة وغسلها وتعقيمها والتخلص من البقع، حتى بدأ بإنتاج الألوان الباستيل في بدايات القرن العشرين في الغرب.
بدأت المصانع بتحديث موديلات ملابس الأطفال بتحديد اللون الوردي للبنات والأزرق للأولاد كنوع من التطور بالميل إلى التنوع بالموضة والحياة المترفة لدى المجتمع و تشجيعا على زيادة الإستهلاك والتشجيع على التسوق بطرق مختلفة للأم، لتكون حاجيات الطفل من يوم مولده سواء كانت بالملابس او الألعاب أو الأثاث او التجهيزات الخاصة بالطفل بشكل عام مصنفة بحسب وليدها الجديد.
هل يميز الطفل بين هذين اللونين؟
بحسب دراسة أجريت في بريطانيا عام 2011، فإن الطفل من عمر سنة إلى سنتين لا يبدي أي ميلان لإختيار اللون المفضل لديه، وهذا بحسب الدراسة التي عرضت أشياء للأطفال مثل المكعبات والأساور والصور من الجنسين بلونين مختلفين فأبدى الجنسين رغبتهما بإختيار اللون الوردي على حساب
الألوان الأخرى، لكن من بعد عمر السنتين، بدأت البنات بإختيار اللون الوردي، وبعمر الرابعة للأولاد اظهروا رفضهم تماما للون الوردي، وهذا هو العمر الذي يبدأ به الأطفال إدراكهم لجنسهم واستكشافهم للمحيط وتفرقة ما يناسب الصبيان ويفرقهم عن الفتيات. لكن مع إحاطة الأطفال بهذه الالوان منذ الصغر يتكون لديهم تفضيل لما الفوه من الوان.
بالماضي كانت الألوان معكوسة
في بداية القرن العشرين بدا أن يكون اللون الوردي أكثر قبولا على للصبيان، و ذلك بسبب كونه لونا قويا وأكثر ملاءمة للصبيان، بينما الأزرق كان لونا راكزا ورقيقا أكثر تفضيلا للبنات في المجتمعات المحافظة. حتى أنه نشرت مجلة Time الاميركية بالعام 1972 تقريرا بجدول دراسة على محلات بيع الملابس
للأطفال في مجموعة من الولايات الاميركية، ومنها نيويورك، تفضي إلى أن الأباء كانوا يفضلون اللون الوردي لأولادهم، و السبب ببساطة أنهم لا يرغبون بتبديل خزائن أولادهم بألوان متغيرة مع الأطفال الجدد، والاعتماد على اللون الأكثر تفضيلا وهو الوردي.
وبحسب وكالة BBC فإن دراسة أجريت على خمسة ملايين كتاب طبعت باللغة الإنجليزية بين بريطانيا واميركا بين الاعوام 1800- 2000، أنه لم يكن هنالك تنويه أو تشديد للونين الوردي والأزرق ، لكن كانت هنالك إشارات متزايدة إلى ان اللون الوردي للبنات منذ العام 1890 فصاعدا.
هل يفضل الناس الوردي أم الازرق؟
قررت شركات إنتاج الملابس والتجهيزات الاميركية مع العام 1940 بتحديد الصناعة للأطفال بأن يكون الأزرق للصبيان والوردي للبنات، ذلك على الرغم من أن الدراسات بينت أن اللون الأزرق ببساطة هو الأكثر تفضيلا للناس الكبار في اغلب المراحل العمرية، مقارنة باللون الوردي، وهذا يختلف من ثقافة
إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر بحسب مستوى التعليم والذائقة الجمالية، و يحتاج الأمر إلى تجميع الكثير من الدراسات والإحصائيات التي تحدد بالضبط ما هو التفضيل النفسي والجمالي لكل إنسان .
(هي)