وبعدما تبرعوا بالقمح ولحم الدجاج والغنم والسمنة البلدية والأموال اللازمة، أقيم مطبخ الهريسة الكبير هذا العام في ساحة النادي الحسيني، حيث وضعت تسعة قدور نحاسية كبيرة على النار ورتبت بشكل مستطيل واتسع كل منها لحوالى 60 كلغ من القمح، ولحم الدجاج والغنم وتسعة كيلوغرامات من ملح الطعام والسمنة البلدية. ووزعت الهريسة بعد نضوجها على الأهالي والمدعوين وعلى حاجز محبة في الشارع الرئيسي للبلدة بعد إقامة مجلس عزاء ذكرى أربعين الإمام الحسين في حسينية البلدة.
وإضافة إلى أهالي كفررمان فقد درج الكثير من الجنوبيين على «نذر» طبخ وليمة «الهريسة» وتوزيعها مجاناً على الجيران والأقارب والأصدقاء عن روح الإمام الحسين بن علي، حيث الوقت المفضل للوفاء بهذا النذر، ويترافق ذلك مع طقوس احتفالية باتت راسخة في التراث الجنوبي، وتكاد لا تخلو منها مدينة أو بلدة أو قرية في منطقة الجنوب. والهريسة هي خليط من القمح ولحم الأبقار أو الغنم أو الدجاج والسمن البلدي وملح الطعام الذي يطبخ على مواقد من الحطب، ويوضع في قدور نحاسية كبيرة ويتعاون الرجال والنساء والفتيات على تحريكه بواسطة عصي خشبية خاصة تسمى «المهراس» لساعات عدة من الوقت، حتى ينضج قبل توزيعه على الأهالي من خلال «العونة» التي يشارك فيها الصغار والكبار من أهالي الحي. لكن أهالي كفررمان كانوا السباقين للاحتفال بالهريسة الجماعية التي يشارك فيها جميعهم، فكانوا الأشهر بين أقرانهم في منطقة النبطية.
