أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

طيردبا... فخر وانتظار الثأر

الإثنين 16 شباط , 2009 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,045 زائر

طيردبا... فخر وانتظار الثأر

 متجره مليء بصور مغنيّة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والإمام موسى الصدر. وهنا منزل قريبه الشيوعي، مع صورة كبيرة لمغنيّة على جدار المنزل المؤلّف من طبقتين.
في القرية الصغيرة، تحوّل القائد العسكري في المقاومة إلى أسطورة، أو قل «زورو»، كما يُشبّهه أحد أقاربه. لا يحكي الناس عنه كثيراً، لأنهم لا يزالون يشعرون بهيبته. بعضهم يعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة، «ولذلك يرفض السيد حسن نشر المعلومات عنه». لكنّ معظم أبناء القرية يعتبون على الإعلام المحلّي لأنه لم يُعط الرجل حقّه، فيما الإعلام الغربي كتب كثيراً عن هذا الموضوع. والتعتيم القائم من جانب قيادة الحزب عليه حوّله إلى أسطورة. هناك من يضع صورته إلى جانب صورة تشي غيفارا، يقول أحد الشبّان الناشطين في صفوف حزب الله، «لأنّ الحاج عماد رمز كبير، مثله مثل غيفارا أو السيد موسى، وعلى الجميع احترامه. قد تختلف معه في السياسة، لكنّ الجهة التي لا تعتبره شخصاً مميزاً، الأفضل لها أن لا تعمل في السياسة». ويُخبر هؤلاء عن أنّ ثلاثة صحافيين أجانب زاروا البلدة برفقة مترجمة، وسألوا عن عماد مغنيّة، وقالت لهم المترجمة: هناك 25 مليون دولار قالت الولايات المتحدة إنها ستدفعها لمن يدلي بمعلومات عن الرجل لكونه مطلوباً. فتقدّم صوبهم أحد الشبان وقال لها: أنا الذي أعرف عنه. هو يأتي كلّ أسبوع إلى الضيعة ونلعب بالورق وندخّن النرجيلة معاً، وأحياناً يتناول طعام الغداء هنا. ولو رأيتموه لعشقتموه!.
في طيردبا، يشعرون اليوم بأنه بات لديهم رمز يفتخرون به. يرون كيف استقبل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد رئيس بلدية طيردبا الزميل حسين سعد، الذي كان ضمن وفد كرّمته إيران لتغطية حرب تموز 2006. يومها أخذ نجاد الزميل سعد بالأحضان عندما أخبروه بأنه رئيس بلديّة القرية التي هي مسقط رأس الشهيد مغنيّة.
في طيردبا، بات لديهم رمز ينسبون إليه كلّ إنجازات المقاومة: هو الذي أطلق الصاروخ باتجاه البارجة الإسرائيليّة قبالة شاطئ الأوزاعي، وهو الذي قاد السيارة الرباعية الدفع التي أقلّت الجنود الإسرائيليين المأسورين في عامي 2000 و2006. كما أن عماد مغنيّة، كما يقولون، هو الذي وضّب بيديه الأسلحة في السفينة كارين A عام 2001 التي كانت تنقل سلاحاً إلى الفلسطينيين. كما أن عماد مغنيّة هو الذي أحضر العميل أحمد الحلّاق من قلب الشريط الحدودي في عمليّة أمنيّة معقّدة (الحلاق هو الذي وضع عبوة للشهيد فؤاد مغنيّة شقيق الشهيد عماد مغنيّة).
الأحاديث تكثر في القرية. هناك من يقول إنه لا يؤمن بالخرافات ولم يُصدّق أن وجهه بان في القمر، «لكن في إحدى المرات تلقّيت اتصالاً من إحدى الصديقات وقالت لي اخرج وانظر إلى القمر. نظرت إليه وصرخت إنه عماد مغنيّة».
أمّا بعض مقاتلي حزب الله الجدد، فيقولون إنهم لم يكونوا يعرفونه، ولكن عندما شاهدوا صوره أيقنوا أنهم تناولوا المشاوي من يديه. وواحدة من عمّاته اللواتي لم يرينه منذ عام 1986، عندما شارك في دفن عمّه صادق، قالت إنه زارها في حرب تموز وطلب أن يشرب الماء، وهي لم تعرفه حينها، ثم تيقّنت من الأمر عند استشهاده.
طيردبا لم تتغيّر كثيراً، يقول أحد مخاتيرها. إلّا أننا نرى اليوم أنه بات عندنا رمز. هو لا يعرف عماد مغنيّة «لأنه لم يولد هنا، ولم ينشأ هنا». لكن اليوم، كلّنا نحترم ما قام به هذا الرجل. هو لا يخاف من أن توصَم القرية بأنها «إرهابيّة»، رغم أن أحد الشبان أوقف سابقاً في بلجيكا وحُقّق معه لأنه من آل مغنيّة. وآخر يُدعى محمّد مغنيّة لم يعد يحلق لحيته، لأن هناك من قال له في سوريا إنه يشبه كثيراً الشهيد. في طيردبا، هناك شاب آخر اسمه عماد مغنيّة. هو مختلف كثيراً عن الذي اغتيل. أهل القرية لا يفخرون به «لأن صيته سيّئ». إنها لمفارقة، يقول أحد أبناء آل مغنيّة.
في طيردبا سؤال: متى يردّ حزب الله على اغتيال عماد مغنيّة؟

 

Script executed in 0.20480179786682