هي قصة طويلة قصيرة: تتجشّأ الأبقار وتُخرِج من بطونها غاز الميثان، الميثان يحبس الحرارة، الحرارة المحتبسة تزيد من درجة حرارة سطح الأرض، والنتيجة “احتباس حراري”. بعد هذه المعادلة البسيطة التي تلخص الحكاية، دعونا نفصّل الأمر قليلًا؛ كي نُجيب على السؤال المطروح.ما هو الاحتباس الحراري؟
يُعرّف الاحتباس الحراري على أنه زيادة تدريجية في درجة الحرارة الشاملة للغلاف الجوي للأرض، بسبب وجود الغازات الدفيئة، مثل: ثاني أكسيد الكربون، والميثان (يعد ثاني أكثر الغازات المتسببة بالاحتباس الحراري) وغيرها من الملوثات الجوية التي تحبس الأشعة المباشرة من الشمس، وكذلك الأشعة فوق البنفسجية. الحرارة المحتبسة تزيد من درجة حرارة سطح الأرض، ما يتسبب في حدوث عدد غير قليل من اضطرابات الدورة الطبيعية للأرض، ناهيك عن المخاطر البيئية.
لماذا تطلق الأبقار غاز الميثان عندما تتجشّأ وتُخرِج الريح؟
تعد الأبقار من الحيوانات المجترة أي التي لديها أربع غرف أو حجيرات متجاورة لهضم الطعام وتخميره لحين تناوله. فحيوانات مثل الأبقار تأكل العشب والنباتات التي تكون صعبة الهضم، ولحسن الحظ فلديها أربع غرف في معدتها، يتم هضم الطعام في أول غرفتين، ومن ثم مضغه قبل تمريره إلى المعدة والأمعاء لهضمه مرة أخرى. إحدى الميكروبات الموجودة في الجهاز الهضمي التي تعمل على تفتيت أطعمتها تقوم بإنتاج الميثان كمنتج ثانوي.
تطلق البقرة الواحدة في المتوسط من 70 إلى 120 كيلوجرامًا من غاز الميثان كل عام. إن تحدثنا عن مجموع الأبقار في العالم التي يصل عددها لأكثر من 1.5 مليار بقرة وثور، فنحن نتحدث عن كمية مهولة من إنتاج هذا الغاز، والذي يعد أكثر ضررًا بـ 23 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون. كما أنه حين يتحد الميثان مع الأكسجين فإنه يتحول لثاني أكسيد الكربون.
قبل عامين من الآن، تسببت أبقار بإشعال حريق في بلدة غاسدورف غرب ألمانيا، وذلك بسبب زيادة كمية إخراج غازات البطن والتجشؤ، نتيجة انتفاح بطن 90 بقرة حلوب.
تساهم الماشية بالاحتباس الحراري كنتيجة لنظامها الغذائي الذي يساعد على التصحر، حيث تتطلب تربيتها العشب والمراعي، ما يتسبب في إزالة الغابات.
الأبقار مقابل السيارات
وفقًا للأمم المتحدة، فالزراعة مسئولة عن 18% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، والماشية هي المسبب الرئيسي في ارتفاع هذه النسبة. بحسب دراسة يابانية فإن كيلوجرامًا واحدًا من اللحم البقري يقوم بإنتاج 36.4 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون، في حين أن السيارة تتسبب بانبعاث نفس الكمية كل 250 كيلومترًا، وهذا فرق كبير. لكن لقيت تلك الأبحاث انتقادًا واضحًا وأثارت جدلًا كبيرًا حول مدى دقتها.