لقد مررنا جميعاً بهذه التجربة، نقيس وزننا على الميزان في يوم ما، فنجد أن كل شيء على ما يرام ونشعر بالارتياح لأننا نتمتع برشاقة عالية، إلا أننا في اليوم التالي قد نرى وزننا يزداد 3 كيلوغرامات دفعة واحدة، فما الذي حدث بالضبط؟ هل تغيرت أجسامنا؟!
وفي هذا السياق، أوصى تقرير نُشر مؤخراً بالنسخة الأسترالية من "هافينغتون بوست" بعدم القلق، نظراً لأن هناك بعض التفسيرات المنطقية التي توضح لماذا تزداد مؤشرات وزننا بشكل مفاجئ على شاشة الميزان.
ومن جانبها، قالت خبيرة التغذية بيب ريد: "أنا شخصياً لا أوصي عملائي بوزن أنفسهم بشكل يومي، في الحقيقة أطلب منهم أن يكتفوا بمرة واحدة أسبوعياً أو كل أسبوعين".
وتابعت: "وزن الجسم بشكل يومي يجعل الشخص يشعر بالمزيد من الضغوط والتوتر أو حتى الوسوسة، وهي جميعاً أحاسيس سلبية وغير صحية".
أيّد روبي كلارك، أحد خبراء التغذية تلك النصائح السابقة، مؤكداً أن وزن الجسم بشكل متكرر يُعد من المؤشرات السيئة التي لا تعبر عن الوزن الفعلي للجسم، وقد يحد من تقدير الإنسان لذاته.
وأوضح: "يعتبر البعض أن ثبات وزن الجسم مؤشر على قيمة الذات، أما إذا انخفض الوزن، فسوف يمنحهم ذلك شعوراً إيجابياً رائعاً تجاه أنفسهم، لكن ارتفاع الوزن سيخلق شعوراً عاماً بالفشل".
وتابع كلارك: "بهذا صار المزاج العام للشخص يتوقف على مجرد رقم، وقد يصبح اليوم كله مليئاً بالسلبيات والإحباط إذا كان الأشخاص غير راضين عن مؤشر الميزان، لذا يجب ألا نستغرب من التأثير السيئ لوزن الجسم بشكل يومي، وأنه قد يؤدي إلى اتباع بعض العادات الضارة مثل تناول الأطعمة غير الصحيحة بشكل مفرط واتباع عادات ضارة في ما يتعلق بمستوى اللياقة البدنية".
وأكد كلارك أن الميزان قد يُعطي شعوراً زائفاً بالثقة لبعض الوقت، لكنه لا يستمر طويلاً، خاصةً إذا كنت ممن يضعون أهدافاً محددة بوقت للتخلص من الوزن الزائد، لافتاً إلى أن الأشخاص غالباً ما يحكمون على لياقتهم أو على خياراتهم الغذائية بناءً على مجرد رقم يظهر على شاشة، وهو أمر غير صحيح بكل تأكيد.
قالت بيب ريد: "يجب إدراك أن وزن الجسم يصاحبه بعض أوجه القصور؛ لأنك لا تضع في اعتبارك الكتلة العضلية ومقدار نموها وفقدان المياه والهرمونات والدورة الشهرية بالنسبة للإناث، وقد يتسبب ذلك للأسف في جعل الأشخاص الذين يتبعون رجيماً معيناً يتوقفون ويصابون بالإحباط لأنهم لا يلمسون نتيجة جهودهم بشكل يومي".
وأكد كلارك: "لا يتغير وزن الشخص فقط بمعدل يومي، لكنه يتغير أيضاً خلال أوقات مختلفة في اليوم الواحد، لذا لا يوجد أي مبرر لوزن الجسم يومياً أو أكثر من مرة باليوم الواحد".
تقدم لكم النسخة الأسترالية من "هافينغتون بوست"، 6 تفسيرات منطقية لسبب الانخفاض أو الارتفاع المفاجئ في الوزن، وتشمل:
1- زيادة حجم العضلات واكتساب كتلة عضلية جديدة
2- السيدات في أثناء فترة الدورة الشهرية
3- تناول بعض الأغذية أو تناول السوائل قبل وزن الجسم مباشرة
4- ارتداء الملابس الثقيلة
5- الوجبات الغذائية الغنية بالصوديوم
6- عند الانتهاء من ممارسة أحد الأنشطة البدنية التي فقدت خلالها كميات كبيرة من العرق.
ما هو المعدل الأنسب لاستخدام الميزان؟
وفقاً لخبيري التغذية كلارك وبيب ريد، يجب قياس وزن الجسم مرة واحدة في الأسبوع بحد أقصى، وعدم تكرار ذلك بشكل يومي كما كنت تعتقد في السابق.
وحث كلارك الجميع على ضرورة توافر نفس الظروف عند وزن الجسم، وبالتالي ستصبح القراءات أكثر دقة، وقال خبير التغذية: "وزن الجسم مرة واحدة أسبوعياً يكفي لجعلك على دراية بوزنك دون أن تصاب بالهواجس والوسوسة، ولكن في الوقت نفسه يجب استخدام الميزان في نفس اليوم من كل أسبوع وارتداء نفس الملابس، المهم تثبيت نفس الظروف، والشيء الأهم استخدام نفس الميزان".
وتابع: "عند قياس وزن جسمك مرة واحدة كل أسبوع، فأنت تتيح الوقت الكافي للميزان كي يتعرف على مقدار الوزن الفعلي الذي فقدته".
ومن المهم جداً ألا ننسى أن وزننا يظل مجرد رقم ولا يعبر عن ذواتنا، لذا أكد كلارك أنه لا ينبغى أن يبني الإنسان تقديره لذاته بناءً على وزنه، كما يجب تقييم الصحة باستخدام عدد من العوامل مثل: ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول والأنسولين وعوامل الالتهابات.
وأكد كلارك أنه بغض النظر عن تمتعك بمؤشر وزن صحي، فإن هذه العوامل هي التي تعبر بشكل أفضل عن صحتك، وليس الأرقام التي تقرأها باستخدام الميزان، ولذا عندما تتبع أي خيارات صحية في أسلوب حياتك، فإنك ستلاحظ حدوث تغييرات ملحوظة ومستدامة في مؤشرات الضغط والكولسترول والأنسولين... إلخ، وهو ما يجب أن يُحفزك ويعطيك دفعة للأمام كي تستمر في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام.
وأضاف التقرير أن من العوامل الأخرى التي تدل على التمتع بصحة جيدة بشكل عام، ويسعى الكثير من الناس إلى امتلاكها: ارتفاع مستويات الطاقة، والحصول على نوم أفضل، وبشرة جذابة، وممارسة العلاقة الحميمة بشكل أفضل، والتمتع بجهاز هضمي صحي، والشعور بالسعادة والحيوية والنشاط.
(هافينغتون بوست)