يرسم بحنكة اجمل الصور، ويُلحن "بشاكوشه" اجمل الاغنيات، كسباً للرزق المجبول بعرق الناس الطيبين، كان رجلاً من اؤلئك الذين ما كانوا لبنت جبيل الا فخراً واعتزازاً، ومن الذين زرعوا الأمل في طريقنا.. تلك الوجوه كم شاقتنا رؤياها، وكم اشتقنا الى رائحة الصمغ التي كانت تعبق في تلك الدكاكين التي كان يملؤها الضجيج. وبعد مرور الايام، سكت "شاكوش" مسلم جمعة، بعد ان اتعبت السنون هذا الوجه، وأخذه القدر، ولم يعد لمثل هذه الوجوه ان نألف رؤياها اليوم، لا من قريب ولا من بعيد وخصوصاً بعد ان قضت هذه المصلحة نحبها.
واذا تجولت في وسط بنت جبيل اليوم، ستجد ان لا فوضى تعيدك الــى ذلــك الزمن العتيق ولا صوت ماكينة الخياطة، ولا ضجبج آلات الــدرز تعمل، غير ارتفاع الابنية التي كانت مدمرة، بصمت وهدوء، راح كل شيء، وبكل الاحــوال تغير الزمن وتحول "عــن الاول"، والحروب التي هشمت الكثير من الذكريات، استطاعت ان تمحو ايضاً ما تبقى من آثار لهؤلاء، ورحل هذا الكندرجي عن وجه البسيطة، وسقا الله ايام زمان.