أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أشغال قرب قبور الشهداء تثير جدلاً

الأربعاء 18 شباط , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,499 زائر

أشغال قرب قبور الشهداء تثير جدلاً

بين بعض ذوي شهداء المجزرة التي راح ضحيتها العديد من أهلها عام 1978، والبلدية، على خلفية بناء مجمّع ثقافي بمحاذاة قبور الشهداء.

العباسية ــ آمال خليل - الاخبار


محور الجدل أن أعمال البناء والحفر تجري حالياً بمحاذاة القبور ما يهدّدها بالانجراف والعبث، وخصوصاً أن العقار يقع على منحدر، فيما قامت البلدية بشق طريق بين القبور لمرور العمال والجرافات ومواد البناء.
وكانت السعودية قد قدمت إلى العباسية إضافةً إلى 29 بلدة أخرى في الجنوب والبقاع تضررت في عدوان تموز 2006، هبة مالية تقضي ببناء مجمع ثقافي مؤلف من طابقين، ويمتد على مساحة 500 متر مربع. وبموجب اتفاقية تسليم وتسلم الهبة، فإن الجهة المانحة تركت للبلديات اختيار الموقع المناسب للبناء مع إبداء الرأي، إذا ما لزم الأمر، من خلال شركة «دار الهندسة» التي تتولى الدراسات والاستشارات الهندسية وأعمال التنفيذ. ولما اختارت بلدية العباسية في بادئ الأمر بناء المجمّع في حرج البلدة، عند مدخلها لناحية مدينة صور، تمنت الشركة على البلدية استبداله بموقع قريب من الأحياء السكنية في قلب البلدة. فما كان من المجلس البلدي إلّا أن اختار عقاراً يقع في خراجها، وتحدّه من الشمال سبعة قبور لشهداء سقطوا في مجزرة البلدة في شهر آذار من عام 1978، ومن الجنوب ملعب كرة قدم ومن الشرق جبل ومن الغرب طريق منحدر ضيق يفصله عن عدة منازل سكنية.
يرفض أسعد دخل الله، قريب الشهيدة سنية دخل الله المدفونة في المكان، بناء المجمع في هذا الموقع «ليزاحم الشهداء على قبورهم»، مؤكداً أن «أحداً لم يستشر ذوي الشهداء قبل البدء بالبناء». ويشير دخل الله إلى أن المجمع الثقافي فضلاً عما يسببه من جدل خلال إنشائه «فإنه سيسبّب بعد افتتاحه المزيد من الخلافات في البلدة، التي تنشط فيها منذ سنوات، منتديات ثقافية عدّة، رائدة وجامعة لكل أطيافها. فلا حاجة إلى بناء مجمع ثقافي جديد؛ بل كان الأَولى أن تصرف الهبة في مشروع آخر أكثر إفادة».
من جهته، يوضح رئيس البلدية عبد الله فردون أن «قبور الشهداء في مأمن من أي تهديد خلال أعمال البناء التي تبعد أمتاراً عنها، فيما لحظنا خلال التخطيط الهندسي، تحسين المقبرة باستحداث شواهد جديدة للقبور، ونصباً للشهداء تحيط به حديقة من المقرر أن تكون مدخل المجمع الثقافي. إضافةً إلى تمثال تعمل البلدية على إنجازه خلال أشهر، لجميع شهداء البلدة من المقرر نصبه عند منتصف الشارع الرئيسي». وانتقد فردون «المعترضين الطارئين الذين سكتوا في السابق على إنشاء مسلخ أغلقته البلدية لاحقاً، فضلاً عن إهمال القبور التي كانت تغطيها الأعشاب حتى تولّت البلدية تنظيف المكان».

Script executed in 0.18260192871094