أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

زغرتا تستعد للعودة نيابيّاً إلى «الصفِّ الأول»

الجمعة 20 شباط , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,778 زائر

زغرتا تستعد للعودة نيابيّاً إلى «الصفِّ الأول»

غسان سعود - الاخبار


تستبعد غالبية الباحثين الانتخابيين احتمال توصل الأكثرية إلى خرق لائحة الوزير السابق سليمان فرنجية في زغرتا، وسليمان الحفيد نفسه يبدو مطمئناً جداً إلى فوزه والمرشحين الاثنين اللذين اختارهما. ولكن رغم ذلك يشعر زائر الدائرة، التي تشهد انتخابات هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا القضاء، بنشاط انتخابي تفتقده الدوائر الأخرى. ففي زغرتا، أعلن فرنجية ومعوض لائحتيهما قبل الانتخابات بأكثر من خمسة أشهر، وأنهت الماكينتان الإحصاء الأوّلي الذي لم تبدأ به ماكينات أخرى في دوائر يقال إن معاركها طاحنة (المتن، زحلة، بيروت الأولى). وفي زغرتا، لا يمكن المرور بحديث سياسي دون سماع أحدهم يردّد أن الاحتقان بلغ أوجه والدم سيسيل في بلاد المردة إن لم يستوعب المتنافسون الشروط التاريخية للانتخابات الزغرتاوية.

عناوين المعركة

أنصار سليمان فرنجية يقولون إن المنطقة التي خرّجت رئيسي جمهورية (سليمان فرنجية ورينيه معوض)، وحظيت منذ اتفاق الطائف بأبرز الحقائب الوزارية الخدماتية، لا يمكن أن تبقى مهمّشة كحالها اليوم. ولا بد من إعادتها إلى الخريطة السياسية، عبر ممثلين يكونون صفاً أول لا صفاً ثالثاً. وعلى بعد خطوات، يقول مؤيد آخر لفرنجية إن ثمة حساباً مع «الست نايلة» التي استفزّت عصب الزغرتاويين المسيحي بموافقتها كوزيرة للشؤون الاجتماعية على «عهد الطفل في الإسلام»، وسكوتها عن إلغاء عطلة يوم الجمعة العظيمة. وباللهجة الغاضبة نفسها، يتحدث آخرون عن غياب المشاريع الإنمائية في عاصمة الشمال الثانية بعد طرابلس طوال الأعوام الثلاثة الماضية، بينما يُكثر هؤلاء من الدعاء للعذراء لنجاح سليمان حين يتذكرون إغداق الخدمات والمشاريع على زغرتا أيام كان يمثّلهم في المجلس النيابي. وطبعاً، لا يمكن الكلام مع مؤيد لفرنجية دون أن يشير بإصبعه صوب البحر قائلاً: «يكفيكم أوتوستراد زغرتا ـــــ إهدن الذي يبلغ طوله 26 كلم صعوداً».
وماذا عن السياسة؟ باعتزاز غالباً، يجيب أنصار سليمان الحفيد أن الأخير صديق للسوريين، يعاملهم بنديّة، ويتبادلان الاحترام. وبالتالي لا يمكن وصفه بالعميل السوري كما يردد أنصار معوض، لافتين إلى أن السوري عيّن نايلة معوض نائبة، ولولا قانون صديقها غازي كنعان لما كانت اليوم تمثل الزغرتاويين غصباً عن إرادتهم في المجلس. والانطباع العام وسط زغرتاويي فرنجية أن لا خجل أبداً من العلاقة مع سوريا، لا بل هم يتحمسون لهذه العلاقة، التي يقولون إنها أساس استقرار الزغرتاوي وراحة باله. وباختصار، معركة أنصار فرنجية هي في نظرهم معركة «استعادة حق سُلب منهم».
وفي المقابل، يبرر أنصار معوض عدم نجاح الثلاثي النيابي الحالي في تحقيق إنجازات إنمائية بالضغط الأمني وإقفال المجلس النيابي. الأمر الذي اضطر مؤسسات الشهيد رينيه معوض إلى ملء بعض الفراغ. ويتهم أحدهم فرنجية بمحاولة تعطيل كل محاولات النهوض بالقضاء. وفي رأي هؤلاء أن أساس المعركة ليس الإنماء ولا من يحمل حقيبة من، بل هي معركة سياسية في الدرجة الأولى. ويرى أحد المقربين من «الست»، كما يطلق على النائبة معوض في زغرتا، أن «مدرسة البعث» تركّز على الخدمات والإنماء لإبعاد الناس عن السياسة، فيما المطلوب تصويب البوصلة، والقول إن خيار سليمان السياسي يشذ عن توجه الزغرتاويين التاريخي.
كيف ذلك، والكل يعلم قرب الرئيس سليمان فرنجية، زعيم زغرتا الأبرز تاريخياً، بعد شقيقه حميد، من سوريا؟ لا جواب غالباً. وانتقال سريع إلى «الفلفشة» في «الوضعية الزغرتاوية الخاصّة».

توازن عائلي ولا توازن مناطقياً

لا يتعدى عدد الناخبين في مدينة زغرتا ثلث عدد ناخبي قضاء زغرتا، ورغم ذلك فإن الممثلين الثلاثة للدائرة والمناوئين لهم (98%) غالباً ما يكونون من المدينة لا من قرى قضاء زغرتا. وقد بدأت الأحزاب، الناشطة في القرى، إثارة هذا الأمر الذي احتج ميشال معوض عليه ثم بادر إلى تكريسه مسمّياً 3 مرشحين من المدينة. فيما يقول أنصار فرنجية إن اهتمام «الوزير» بقرى القضاء قديم، وللتأكّد من ذلك «يكفي استعراض أسماء المقاتلين في الكتيبة 3400» (ميليشيا متواضعة أنشأها فرنجية في بداية نشاطه السياسي).
وتنقسم المدينة خمسة أحياء (المعاصر، السيدة الشرقي، السيدة الغربي، الصليّب الشمالي، والصليّب الجنوبي). وفي هذه الأحياء، ثمة 5 عائلات: فرنجية، معوض، الدويهي، كرم، ومكاري. ولكل عائلة، باستثناء معوض، لفيف حولها، يضم بالنسبة إلى فرنجية كلاً من عائلات فنيانوس، يمين، سعادة، اسكندر وعريجي... فيما يعرف لفيف آل كرم بعرّة آل كرم. وتاريخياً، كانت العائلات الخمس تتقاسم كل ما يعطى لزغرتا سواء كان نيابةً أو توظيفاً أو مشاريع خدماتيّة. وكان ثمّة تقدم نسبي في الدور التمثيلي للمنطقة لآل كرم، قبل أن يدخل النائب والوزير السابق حميد فرنجية على الخط ويبدأ التنافس الحقيقي بين آل كرم وآل فرنجية. وغالباً ما كان آل معوض يؤيدون آل فرنجية، فيما آل الدويهي يؤيدون آل كرم. وطبعاً كان تحالف أي ثلاث من العائلات الخمس يرجح فوزها على العائلتين الباقيتين. وكان الفوز من نصيب الثلاثي فرنجية ـــــ معوض ـــــ الدويهي. مع العلم أن رأي فرنجية كان يطغى على رأي معوض في اختيار المرشح الثالث. ورغم تقدم آل فرنجية على العائلات الأربع الأخرى نتيجة وصول سليمان الجد إلى الرئاسة الأولى أولاً، ثم الدعم السوري المطلق الصلاحيات لسليمان الحفيد ثانياً، لم يستطيعوا أو لم يحاولوا إلغاء دور العائلات الأخرى. وقد باءت بالفشل محاولات «الوزير» إبدال قيادة نايلة لآل معوض بقيصر معوض. مع العلم أن غالبية الزغرتاويين تحمّلوا مسؤولية الخصومة الطارئة بين فرنجية ومعوض إلى الأخيرة كونها لم ترث جهد الرئيس رينيه لتدارك الخصوصية الزغرتاوية عبر تعاطي كل أنواع النشاط السياسي خارج زغرتا مع التزام رفع القبعة احتراماً لموقع فرنجية الأول داخل زغرتا. فيما اعتبرت نايلة، لأسباب مجهولة، أنها أحق بالقيادة الزغرتاوية السياسية، وأنها مساوية للزعيم الشاب. وبدأت المناكفات.
في النتيجة، العائلات الزغرتاوية الخمس مقسومة اليوم نتيجة الموقف السياسي، وفي كل عائلة هناك أرجحية لطرف سياسي على آخر. لكن، رغم الانقسام العائلي على خلفية سياسية، يصر طرفا الصراع على إبقاء الانتخابات ضمن الطابع العائلي، فيقرر ميشال معوض، مثلاً، استبعاد النائب سمير فرنجية رغم ما يُحكى في بعض الصالونات عن قيمته الفكرية والسياسية، ليرشح محله أحد أبناء آل الدويهي آملاً استقطاب هؤلاء، وكأنه يقول إن مؤيدين لـ8 آذار سينتخبونه لمجرد أنه متحالف مع ابن عائلتهم. وكذلك حال سليمان الثاني الذي يرفض ضم المسؤول في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم إلى لائحته لأن ثمة مرشحاً آخر من آل كرم مكانته في شجرة عائلة آل كرم أرفع شأناً من مكانة العميد. وكأنه يقول إن الناخب ـــــ ابن آل كرم ـــــ سيفكر في تلك الشجرة أثناء ذهابه إلى صندوق الاقتراع.
يرى البعض أن ثمة سذاجة في هذا الموضوع، لكن معطيات كل من فرنجية ومعوض، ومعرفتهما بطبيعة منطقتهما، بحسب المقربين منهما، تجعلهما أقرب إلى الاقتناع بمنطق العائلية، وخصوصاً أن زغرتا التي حجزت مكاناً ثابتاً لها على الخريطة السياسية منذ أكثر من نصف قرن لم تعرف الأحزاب إلا أخيراً. وهي القضاء المسيحي الوحيد الذي يمكن المرور به دون التطرق إلى أحزاب المسيحيين التقليدية، من الكتائب إلى الوطنيين الأحرار. حيث كانت العائلة دائماً هي الحزب.

الصراع اليوم

هكذا سارع سليمان فرنجية وميشال معوض إلى إعلان لائحتيهما، فسمى الأول كلاً من سليم كرم وإسطفان الدويهي إضافة إليه، واختار الثاني النائب جواد بولس ويوسف الدويهي إضافة إليه طبعاً.
مقارنة اللائحتين تبدأ بمقارنة رئيسيهما: سليمان فرنجية وميشال معوض. طبعاً قلّة من الزغرتاويين، حتى المؤيدون لمعوض، يتقبّلون السؤال بجد. ورغم أن فرنجية يوم بويع بالزعامة لم يكن أكبر سناً من معوض، فإن الغالبية تهرب إلى الهزء لتقول إن «ميشو» ما زال صغيراً، وعليه الانتظار بضع سنوات أخرى. أما الجديون فيشرحون أن فرنجية يمثل للزغرتاويين زعامة بكل ما تحمله الكلمة من تطلعات. ويشرحون أن آل فرنجية، نتيجة وجودهم الدائم في السلطة وفروا فرص عمل كثيرة (يؤخذ عليهم اهتمامهم بأبناء آل فرنجية أكثر من غيرهم). وبعد خسارة «الوزير» الانتخابات، زاد التعاطف معه وتوسعت زعامته بدل أن تتقلص، مستفيدة طبعاً من التحالف مع الحالة العونية. ويضاف إلى هذه أن فرنجية يعيش في زغرتا ويزور بيروت في المناسبات، فيما الآخرون يسكنون في بيروت ويزورون زغرتا في المناسبات. وختاماً، ثمّة الكثير من التقدير لإيلاء «الوزير» أهمية كبيرة لإنماء المنطقة، متميزاً بذلك قليلاً عمّن سبقه من نواب.
في المقابل، يُروى في الشارع الزغرتاوي أن ميشال معوض دخل المعترك في ظل إقفال غالبية الزغرتاويين أبوابهم في وجه فريقه السياسي نتيجة فرض النواب عليهم فرضاً. ويذكرون أن أحد النواب كان يتسول الزيارات، وحين دخل مرة إلى عزاء بحماية مجموعة عسكريين، انسحب الناس ولم يبق في الصالون إلا والد المتوفى. ولاحقاً، في مهرجان رينيه معوض الأخير، استحضر ميشال التوتر إلى المدينة عبر فتحه الطريق للقوات اللبنانية وتسهيل وصول «الخدمات» إلى زغرتا، لكن رغم ذلك لم يؤمن حضوراً شعبياً. وأدت سخريته من شعاري يوسف بك كرم «لبيك يا لبنان» وسليمان فرنجية «وطني دائماً على حق» إلى ردود فعل سلبية. وقت كان فرنجية يمعن في أداء دور الرجل الاستيعابي المتدارك للمشكلة.
وضمن انقلاب السحر على الساحر، يُحكى عن ردود فعل عكسية تجاه أداء النائبة معوض زغرتاوياً حين عمدت إلى إبدال مأمور نفوس المدينة المحسوب على فرنجية، بآخر «يخصها»، وغيرت القائمقام، وأبدلت رئيس مصلحة المياه. هذه جميعها انعكست سلباً عليها. مع العلم أن الرئيس رينيه معوض كان قد بنى زعامته عهد الرئيس فؤاد شهاب على الخدمات التي وفرها له العهد. وبعد استشهاده ـــــ يُقال في زغرتا ـــــ رسخت نايلة موقعها بذكائها وبذلها جهداً كبيراً وعملها عشرين ساعة يومياً في مناسبات عدة، وتأسيسها الجمعيات، وإطلاقها بعض المشاريع. ويبدو أنصار معوض شديدي الحماسة لحجز موقع لهم، وإظهار أن في زغرتا قيادتين بارزتين، أو على الأقل مشروع قيادة تناوئ فرنجيّة.
أما على صعيد المرشحين الآخرين، فيبدو التنافس الفعلي محصوراً في مرشحَي آل الدويهي: يوسف الذي يؤخذ عليه ربط إطلالاته في زغرتا بالمواسم الانتخابية فقط، والوزير السابق إسطفان. أما آل كرم، فغالبيتهم الساحقة تؤيد التيار الوطني الحر وفرنجية. وبدوره، يبدو النائب جواد بولس الأقل استفزازاً، وخصوصاً أن والده كان قريباً جداً من فرنجية. وهو في الأصل جواد المكاري لكن معنى المكاري. ولديه قوة تجييرية تقدر بقرابة 700 صوت. فيما يبرز مناوئ لبولس من العائلة نفسها هو زياد تيودور المكاري القريب من سليمان.
ولكن، رغم وضوح موازين القوى، علام تراهن الأكثرية في زغرتا التي نال فيها فرنجية في الدورة السابقة 20945 مقابل 10945 لنايلة معوض؟
ثمة من يقول إن القرى الإسلامية (مرياطة، الفوار، وإيعال) ستحدث المعجزة، قبل أن يوضح آخرون أن فرنجية حاز تأييد 40 % من ناخبي هذه القرى عام 2005 رغم ظروف تلك الانتخابات. ويضيف أصحاب هذا القول، في إشارة إلى المغتربين، إن توازنات الداخل تنعكس على الخارج. وقد صادف معوض في زيارته إلى زغرتاويي أوستراليا مشاكل سيكون أثرها مدوياً في صناديق العائدين يوم 7 حزيران للإدلاء بأصواتهم.



خصوصيّة كرم

 

يجمع المسؤول في التيار الوطني الحر العميد المتقاعد فايز كرم بين الخصوصية العائلية الزغرتاوية وخصوصية التيار بصفته حزباً عابراً للعائلات والمناطق، إضافة إلى تقدير قواعد العونيين كثيراً لتضحيات العميد وشعورهم باستحقاقه النيابة.
لكن الأخير يتريث في الترشح بعدما أقفل سليمان فرنجية في وجهه باب الانضمام إلى لائحة التغيير والإصلاح بحجة الخصوصية العائلية الزغرتاوية. الأمر الذي يشرّع أبواب النقاش العوني في هذا الشأن، وخصوصاً أن العونيين يجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع إقطاع عائلي يتعلم صغار العونيين في انتسابهم الأولي إلى التيار، مناصبته العداء. في هذه الأثناء تبرز وجهة نظر تقول إن فرنجية، الذي عرف كيف يتعامل مع العونيين منذ 1990، لن يسمح بأن تنكسر علاقته بهم في معقله زغرتا.

 



المشكلة مع المختار

 

في مدينة زغرتا 11 مختاراً، 10 منهم يؤيدون فرنجية وواحد يؤيد معوض، وهو مدين بانتخابيه لتأييد سليمان الحفيد له، نظراً لعلاقاته الطيبة بالناس.
عام 2005 نالت نايلة معوض 2777 صوتاً في زغرتا، بينما نال مختار حي المعاصر سليمان فرنجية 3150 صوتاً في حي واحد.
من هنا ترداد الزغرتاويين بسخرية «مشكلة نايلة مع سليمان المختار لا سليمان الوزير».

من العائلة إلى الحزب

يسعى الوزير السابق سليمان فرنجية منذ عاصفة 2005 إلى تغيير نهجه العائلي وتأمين فرصة انطلاق حقيقية لحزب المردة. وثمة تفاؤل زغرتاوي كبير بإبدال التعاطي عبر المحسوبية العائلية بالكفاءة وإعطاء فرص متكافئة للشباب. وخلال فترة قياسية، برزت في تيار المردة وجوه إعلامية وسياسية تعطي الحركة الحزبية الجديدة دفعاً وزخماً، وتشجع الشباب على الانخراط أكثر في الحزبية الفرنجيّة.

إبعاد واستبعاد

المعركة الحقيقية تقتضي، بحسب أحد خبراء الاستقصاء، ترشح نايلة معوض وسمير فرنجية وجواد بولس. لكن ميشال معوض يصر على استبعاد فرنجية. مع العلم أن فرنجية ـــــ النائب المنتقل من الحركة الوطنية إلى رفيق الحريري فقرنة شهوان ـــ لم يستطع زيارة منزله في إهدن خلال 3 سنوات إلا مرة بعد إصدار قانون العفو عن جعجع، حين صعد فرنجية إلى إهدن الشاهدة على المجزرة الشهيرة، و«جنزر» المنزل بالمرافقين. لكن تظاهرة شعبية حاصرت المنزل من الثامنة مساء حتى الرابعة فجراً، ورشقته بالبيض، مما اضطر النائب إلى المغادرة.

 



هل تتكرّر الأرقام؟

 

شهدت دائرة زغرتا في الانتخابات السابقة حدّة انتخابيّة قياسيّة، مقارنة بالدوائر الأخرى. وكانت المواجهة شبه مباشرة بين المقترعين في زغرتا والمقترعين في المنية. فمقابل كل مقترع يحضره المستقبل في آخر ساعتين إلى مراكز الاقتراع في المنية، مقترع آخر يحضره المردة إلى مراكز الاقتراع في زغرتا. لكن، خسر أهل زغرتا السباق بعدما فاجأت المنية كل المراقبين بكثافة اقتراع غير مسبوقة. وهكذا فاز المناوئون لفرنجية في زغرتا نتيجة مقترعي المنية.
ويسجل من تلك الانتخابات عدة نقاط بارزة:
■ بلغت نسبة الاقتراع، عام 2005، في زغرتا 44,2%، وكانت النسبة 52,1% لدى الناخبين المسلمين و43,2 لدى الناخبين المسيحيين.
■ تفوقت لائحة سليمان قرار الشعب (سليمان فرنجية) في زغرتا بنسبة 61,6% مقابل 31,8% للائحة المصالحة والإصلاح (نايلة معوض). ولدى الناخبين المسيحيين، نالت لائحة قرار الشعب تأييد 57,4% من المقترعين، ولائحة معوض 36,2%.
■ تمثّلت زغرتا بثلاثة نواب فازوا في الدائرة وخسروا لدى ناخبي طائفتهم. إذ نالت نايلة معوض 37,2% من المقترعين المسيحيين، وجواد بولس 35,3%، وسمير فرنجية 35,1%. فيما نال سليمان فرنجية تأييد 65,4 من المقترعين المسيحيين، وإسطفان الدويهي 55,1%، وسليم كرم 53%.
■ نسبة الترشح في زغرتا تعدّ ضئيلة جداً نتيجة هيمنة العائلات. إذ ترشح لشغل المقاعد الثلاثة 7 مرشحين فقط.
■ كان سليمان فرنجية الأقرب بلائحة قرار الشعب إلى خرق لائحة المصالحة والإصلاح، إذ نال في دائرة الشمال الثانية 82670 صوتاً، فيما نال آخر الفائزين في زغرتا سمير فرنجية 90830 صوتاً.
■ نال المرشح قيصر معوض منفرداً 6700 صوت في الدائرة، موزّعة كالآتي: 1781 في طرابلس، 3030 في زغرتا، 448 في البترون، 906 في الكورة، و535 في المنية.
وعشية الانتخابات، تشير غالبية الإحصاءات إلى فوز فرنجية الأكيد، فيما يرجّح البعض احتمال خرق اللائحة الثانية بمرشح واحد، يفترض أن يكون معوّض، الأمر الذي يدفع أنصار فرنجية إلى التساؤل عن سبب حماسة النائب جواد بولس للذهاب إلى معركة يعرف مسبقاً أنه سيخسرها، فتكون خسارته ثنائية. إذ يخسر النيابة واحتمال عودته يوماً إلى موقع والده القريب من آل فرنجية.

Script executed in 0.22142887115479