نشأ الدكتور خليل ابراهيم مصطفى وحيداً لأبويه في عروسة الجليل التي قهرت الغزاة خلال عدوان تمّوز 2006 ،وهي مدينة الشهداء والقادة والأبطال، إنّها مدينة بنت جبيل التي أعطت لبنان ليس من دمها وحسب دفاعاً عن كرامة الوطن وحدوده الجنوبيّة بل أيضاً رجالات بارزين في الشعر والفكر والثقافة والأدب والسياسة والدين وقيم المحبّة والتسامح، وفي مدارس بنت جبيل درس مثلما في ما بعد درس في جامعة دمشق ـ سوريا قبل التوجّه إلى بولندا والتخصّص في جامعة وارسو في الطبّ النفسي، لينتقل إلى أوستراليا سنة 1987 مقيماً في سيدني مع أسرته التي فجعها أن تفقد كبيرها الأخ والحبيب وهو في أوج عطائه على الصعد كافّة وخصوصاً السياسية والإجتماعية وهما كانا واحداً بالنسبة للفقيد طوال حياته التي أزهرت أولاده: لؤي وإبراهيم ومصطفى وعُلا وسُكنة، وأزهرت مواقف نبيلة في ميادين الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة.
ترأس الدكتور خليل مصطفى رابطة الطلاّب العرب في جامعة دمشق، التحق قبل 47 عاماً بحزب البعث العربي الإشتراكي، وفي أستراليا كان من المبادرين إلى تأسيس مجلس الجالية اللبنانيّة واللقاء الإسلامي المسيحي، وقد توفي وهو رئيس جمعيّة أبناء بنت جبيل الخيريّة في أوستراليا وأيضاً رئيس إتّحاد الجمعيّات في منطقة سانت جورج ـ سيدني.
كتب الراحل مقالات سياسيّة، وكانت معه لقاءات صحفيّة مطولة، ومقابلات إذاعيّة مسموعة ومرئيّة، وساهم في إحياء الكثير من الندوات، وفي تكريم النشطاء والناجحين والبارزين، هذا فضلاً عن نظافة كفّه، وعن تضحياته بوقته وماله وصحّته من أجل الشأن العام، وهو الذي كان في آن رئيس رابطة الصداقة اللبنانيّة الأوستراليّة.
الدكتور خليل إبراهيم مصطفى هو فقيد الجالية اللبنانيّة ككلّ، فعلاقاته الوطيدة بالجهات كافّة، على مبدأ الإحترام المتبادل والإعتراف بحقّ الآخر والمصلحة الوطنيّة العليا، كانت أوسع من أن تحتملها جماعة فكيف بشخص فرد؟ ولكنّه في الوقت ذاته أرزة شامخة قويّة في التعاون والتكافل والتكامل والوحدة.
يذكر ان الدكتور خليل مصطفى، هو رئيس تجمع 9 جمعيات في مدينة سان جورج الاسترالية منها، رئيس جمعية أبناء بنت جبيل في أستراليا، رئيس اتحاد ألجمعيات اللبنانية في منطقة ألسان جورج أستراليا، رئيس جمعية اصدقاء حزب العمال الأسترالي.
وكان قضى المرحوم الايام الاولى من عدوان تموز حيث احتجز في مدينته بنت جبيل في الفترة التي سبقت الهدنة قبل أن تتمكن السفارة الاسترالية من سحب رعاياها.
يصل جثمانه الطاهر الى ألمطار في تمام ألساعة 9:30 من صباح يوم الا ربعاء ألواقع في 25/2/2009 وينتقل الى بلدته بنت جبيل ليوارى الثرى في نفس اليوم، وتقبل التعازي في منزله ألكائن في حي ألعويني بنت جبيل .
للفقيد الكبير الدكتور خليل إبراهيم مصطفى شآبيب الرحمة من الله العزيز القدير، ولزوجته السيّدة سلوى أم لؤي وعموم عائلة آل مصطفى في الوطن والمهجر ولبلدته بنت جبيل ولأبناء الجالية اللبنانيّة والعربيّة في أوستراليا الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
الأسفون: آل مصطفى وآل بيضون وعموم أهالي بنت جبيل