أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

برك القرى مقياس الأهالي لنسبة الأمطار

الإثنين 23 شباط , 2009 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,681 زائر

برك القرى مقياس الأهالي لنسبة الأمطار

 لكونها مصدر الريّ الرئيسي المعتمد لسكان يعيشون على الزراعة، إضافة إلى تحوّلها طبيعياً إلى ما يشبه المتنزّه في بعض القرى المفتقرة إلى المياه. وفي بلدة برعشيت، تنظر رغد شهاب (62 عاماً) بحسرة إلى «بركة السّهلة» في الجهة الجنوبية للبلدة، ملاحظة أنها «لم تعد تمتلئ بالمياه كما كانت من قبل». مضيفة أنها لم تعد صالحة حتى «للتنزّه، حيث كنا نأتي إلى هنا لكونها المكان الوحيد الذي فيه ماء في القرية». وتتذكر شهاب أن «كل أبناء البلدة كانوا يعتمدون على هذه البركة للري، أما اليوم، فمعظمهم أصبحوا يعملون في الخارج».
ورغم النهوض العمراني في المنطقة، ما زالت برك المياه على معالمها الأساسية. ففي بلدة شقرا، أصبحت بركتها محاطة بالمحال التجارية الكبيرة، وهي مكان تجمّع شبان البلدة الرئيسي، حيث جلسات الأركيلة وشرب القهوة. وفيما تحوّلت «البركة» إلى نواة لعمران اجتماعي في شقرا، عمدت كلّ من عيترون وحولا والطيبة إلى ردم بركها الرئيسية عام 2006، بسبب تحوّلها مع هبوط منسوب الأمطار إلى مصدر للروائح الكريهة صيفاً، ما أثار انزعاج كبار السنّ، الذين رأوا في ذلك «ردماً للذاكرة». لكنّ بلدية عيترون، سرعان ما حفرت بركة كبيرة بديلة، لكون أغلبية أهالي البلدة يعتمدون على الزراعة. ويقول رئيس البلدية سليم مراد: «أنجزنا بناء بركة بديلة بعد أن استجررنا المياه بقساطل من وسط البلدة، لتوفير مياه الري، وسيشيّد قصر بلدي مكان البركة القديمة على نفقة المملكة السعودية، وسيزرع المكان أيضاً بالأشجار المختلفة ليصبح حديقة عامة».
وفي بلدة الطيبة، سيحوّل المجلس البلدي البركة القديمة إلى حديقة عامة، بعدما رُدمت وسوّيت بالأرض. أمّا في حولا، فقد تحوّل مكان البركة القديمة إلى موقف سيارات لروّاد حسينية البلدة، الملاصقة للمكان. وفي قبريخا، كما في مجدل سلم وميس الجبل ورميش، هناك بركتان، يقول المزارع أحمد علي (45 عاماً) عنهما إنهما «سرّ صمود المزارعين هنا. فأبناء البلدة المقيمون يعتمدون عليهما لريّ أراضيهم الزراعية». وحين تسأله عن تاريخ بنائهما يقول إنهما «قديمتان جداً، إلا أن بناءهما صلب، حيث إنهما محاطتان بالحجر الصخري، وأرضهما لا تسرّب الماء إلى باطن الأرض، عكس البرك الحديثة التي جهّزت بعوازل بلاستيكية لمنع تسرّب المياه»، ما يؤدي صيفاً إلى تعفّن المياه سريعاً. ويقول أحمد علي: «لا بديل من البرك القديمة التي تحافظ طوال العام على نقاء مياهها، حتى إننا كنا نسبح فيها سابقاً، لبُعد الأنهر عن قرانا وبلداتنا».(الاخبار)

Script executed in 0.1707329750061