أطيب الحلويات التي يمكن تذوّقها هي الحلويات العربيّة التي تتميّز بنكهاتٍ لن تجدها في أي نوعٍ آخر من الحلوى.
وتختلف مصادر هذه الحلويات بسبب الشعوب التي احتلّت ومرّت على البلاد العربيّة، كالأتراك والمماليك واليونانيّين.
فلنتعرّف إلى الحلويات غير العربية!
1- زنود الست أو رموش الست
تعود هذه الحلويات إلى أيّام العثمانيّين حين حكموا الشام، حيث كانت تحضّرها سيّدات وتُقدّمها في حفلات الحاكم بربر آغا. وقد أطلق عليها أحدهم في أحد إحتفالات الحاكم زنود الست لأنّ شكلها كالزنود.
2- البسبوسة
يحبّها المصريون وأهل الخليج وصنعها العثمانيّون. و يعود اسمها إلى كلمة "بس" أي بس الدقيق بالسمن ليمتزجا سويّاً.
3- لقمة القاضي أو العوّامة
أصلها يوناني واسمها الحقيقي هو "لوكوماديس" حيث يأكلها اليونانيّون مع الأيس كريم. وقد اشتهرت في البلاد العربيّة بعد اختلاط العرب باليونانيّين، وتحديداً في الإسكندريّة حيث كان يتقن صنعها محل صغير في شارع البوسطة يُدعى "تورنازاكي".
4- أم علي
مشهورة عند المصريّين وأصلها المماليك الذين أتوا من وسط آسيا واحتلّوا مصر والشام والعراق. "ام علي" هي الزوجة الثانية لـ عز الدين أيبك، أوّل سلاطين المماليك بعد الأيوبييّن، وقد أنجبت ولداً منه فغضبت زوجته الأولى "شجرة الدر" و قتلت الحاكم. إنتقمت منها "أم علي" و نصبت كميناً لها وقتلتها، فتمّ تنصيب إبنها علي سلطاناً. وهنا أمرت بخلط كل الدقيق مع السكر والمكسّرات لتوزيعها كحلوى، ومنذ ذلك الحين أصبح إسمها "أم علي".
5- الكلّاج
أصل الكلمة "كلاجة" وهي فارسيّة تعني "الشيء المستدير" أو "حلق الأذن"، فهي نوع من المعجنات الحلوة ولها قالب خاص تُصنع فيه لكي يعطي العجين الشكل المستدير الذي عُرفت به.
ويقول أهل القسيم في السعوديّة إنّ مجموعةً من التجار القادمين من بلاد الشام بتجارتهم على الجمال، كانوا في سباقٍ مع الزمن للوصول إلى المنطقة قبل العيد لبيع تجارتهم. وعندما عجزت الجمال المثقلة بالأحمال أن تكمل الطريق، شدّ الرجال بطونهم بالحبال، وقدّموا ما تبقى معهم من "الكلاج" لجمالهم.
6- البقلاوة
يعود أصلها إلى الآشوريّين الذين صنعوا البقلاوة من رقائق من العجين المحشوّة بالفاكهة المجفّفة أو المكسرّات. وتقول القصة الثانية إنّ البقلاوة تأتي من إسم زوجة سلطان تركي كانت تُدعى بقلاوة وقد طلب منها صنع حلوى لذيذة جديدة، فأتت بالجلاش ووضعت بين طبقاته الحشو بأنواعه وأضافت المسلي وأنضجته في الفرن ووضعت عليه العسل.
هذه القصص غير مؤكّدةٍ لأنّ الأتراك واليونانيّين ما زالوا يتصارعون على أصل البقلاوة.
7- السحلب
هو شرابٌ مشهور في كل من تركيا ومصر وسوريا والعراق ودول الخليج، و يعتبر نوعاً من الحلوى. وهو مصنوع من نباتٍ عمره 60 عاماً تمتدّ حوله زهورٌ بنفسجيّةٌ. أوّل تاريخٍ مكتوب عن زهرة السحلب جاء في الكتابات الصينيّة في العام 700 ق.م. وقد أطلق عليها الفيلسوف كونفوشيوس لقب "زهرة عطر الملوك"، ومن ثمّ إشتهر في البلاد الغربيّة بشكلٍ كبير لينتشر لاحقاً في العالم العربي.
8- الكنافة
أصلها تركي؟ أخطأتم!
رغم أنّنا نظنّ أنّ الكنافة هي طبقٌ تركيٌّ، إلّا أنّه تمّ إثبات العكس. فالكنافة هي حلوى عربيّة بحت وإسمها مشتقٌّ من كلمة "كنف": أي "الرحمة والرعاية". وكانت تُقدّم في عصر الأمويّين، حيث قدّمها الخليفة معاوية في قصره بعد أن طلب من طبّاخه أن يصنع طبقاً غنيّاً يساعده على الصوم في رمضان.
أمّا الكنافة النابلسيّة، فقد أبصرت النور بعد أن أتى تاجرٌ سوريٌّ إلى نابلس لإفتتاح محل كنافة وشاركه رجل نابلسي في المحل ليدعمه ماديّاً. وكانت الكنافة تُحشى بالمكسّرات، لكن بعد أن عاد الرجل السوري إلى موطنه، قام الأخير بحشوها بالجبنة بسبب عدم توفّر المكسرات، لتكون أوّل مرة تُضاف الجبنة إلى الكنافة و تصبح مشهورة بنابلس، خاصةً أنّ المدينة غنيّة بحليب البقر الذي يجعل الجبنة تمطّ!
(يلا فيد)