إذا أردت أن تذهب لمكان تقضي فيه وقتا ممتعا، لا ننصحك بزيارة قرية أويمياكون الروسية هذا الشتاء، أما إذا كنت تريد أن تقوم بمغامرة لن تنساها إذا نجوت من البرد القارس، فاذهب إلى هناك.
فالقرية الواقعة في سيبريا وتبعد عن العاصمة الروسية 9 آلاف كيلومتر مربع، تعد رسميا أكثر مكان مأهول بارد على وجه الأرض.
وتصل درجة الحرارة في هذه القرية في بعض الأحيان إلى 70 درجة تحت الصفر، وهي أقل درجة حرارة تسجل في مكان مأهول في نصف الكرة الشمالي.
ويعيش في هذه القرية 500 نسمة فقط، وبسبب الطقس القاسي، لا تنمو محاصيل هناك، فيما يعتمد أهلها على لحوم الأيائل والخيل دون أن يصابوا بسوء تغذية.
وكانت القرية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي محطة لرعاة الأيائل الذين يسقون حيواناتهم من عين دافئة قرب القرية، لكن الحكومة السوفيتية حولت المكان إلى مستوطنة دائمة للرعاة.
الشوارع تجاد تخلو من المارة
والطريف أن اسم القرية أويمياكون يعني "الماء غير المتجمد"، نسبة إلى النبع الدافئ القريب من القرية.
ومن أجل الوصول إلى أويمياكون، لابد من قيادة السيارة مدة يومين من مدينة ياكوتسك، عاصمة إقليم يكوتيا، والتي تتمتع بأقل درحة حرارة في مدينة على وجه الأرض، لكنها تضم مطارين وجامعة ومدارس ومسارح ومتاحف أيضا
ويبلغ طول النهار في هذه القرية 3 ساعات بالشتاء ويصل إلى 21 ساعة في الصيف الذي لا يمكن أن تتعدى فيه درجة الحرارة عن 30 درجة.
يعيش في أويمياكون 500 شخص فقط
ومن المشاكل التي يواجهها السكان في حياتهم اليومية بالقرية البعيدة، تجمد حبر الأقلام، والتصاق النظارات في الأوجه، وسرعة نفاد بطاريات الطاقة.
وبسبب قسوة الطقس، فإن سكان القرية يبقون على تشغيل سياراتهم طول اليوم خشية عدم تمكنهم من إعادة تشغيلها إذا أوقفوا المحرك.
وبالرغم من وجود تغطية لشبكات الاتصالات، فإن الهواتف النقالة لا تلتقط التغطية في الظروف شديدة البرودة.
وهناك مشكلة من نوع آخر، حيث يستغرق دفن الموتى مدة لا تقل عن ثلاثة أيام، حيث يجب إذابة الجليد بالفحم المشتعل قبل حفر الأرض.
رويترز