مرصد جبل الشيخ بعد احتلال مزارع شبعا في العام 1967، وجّهت اسرائيل أنظارها شمالاً الى مرتفعات جبل الشيخ الأكثر علواً وعملت لاحتلالها.
وأقامت في البدء، مركزاً عسكرياً يشرف على بلدة شبعا من الناحية الشرقية، وباشرت شقّ طريق لربطه بالمزارع المحتلة، ومنها الى الداخل الفلسطيني والجولان.
ويرتفع الجبل عن سطح البحر قرابة 2300 متر، وتقرب مساحته من العشرة دونمات حسب الإفادات المحلية.
وفي العام 1972، ادخلت بعض التجهزات العسكرية لتعزيز الموقع، مثل دبابات وناقلات الجند.
وفي العام 1985، حوّل الموقع المذكور مركزا للانذار المبكر والتجسّس واستغرقت عمليات الحفر في الجبل اشهراً عدة اعقبها تثبيت أعمدة وأبراج معدنية تحمل صحوناً لاقطة كبيرة يقال انها مرتبطة بمبنى من ثماني طبقات في الجبل، وذلك للمراقبة العسكرية والاستطلاع.
يذكر ان جبل الشيخ هو الموقع الوحيد على جبهة المزارع الذي لم يشهد تغييرات جذرية في بنيته العسكرية كبقية المواقع، ما يدل على انه مخصص للرصد والتجسس.
واذا كان ثمة تغييرات حصلت، فانها تناولت الأجهزة والمعدات الالكترونية.
وهناك مجموعة من الدشم الاسمنتية المحيطة به لحمايته.
وعلى خلفية هذه المحطة التجسسية أنشأت اسرائيل «الفرقة الألبية» بعد حرب 1973 وهي الوحيدة في جيش الاحتلال، التي تندرج مهمتها، في اطار البحث والانقاذ والقتل لصدّ أي هجوم مفاجئ.
ولا يزال العديد من الضباط الاسرائيليين يشكون في جدوى التخلي عن الانذار المبكر في هذه المنطقة المطلّة على مساحات واسعة.
يقول أحد الضباط ويدعى «ستيفان» وهو سويدي المولد ويشرف منذ الثمانينات، على تدريب «الفرقة الألبية»، ان من يستقرّ هنا يستطيع رؤية كل شيء.
فهذا المكان ذو أهمية استراتيجية كبرى».
ويذكر ان «الفرقة الألبية» المكوّنة من متطوعين في الإحتياط، لم «تنقطع عن تلقي التدريب على البحث والانقاذ عبر استخدام متزلجين هم على دراسة بمنحدرات جبل الشيخ».
جاء على لسان الرئيس السابق للتخطيط العسكري الاسرائيلي «شلوموبروم» ان «جبل الشيخ مصدر قوة شديدة الأهمية للانذار المبكر، ولا يوجد بديل طوبوغرافي له داخل اسرائيل.
وان اختيار بديل آخر يعني نقل اجهزة الاستشعار الى مكان أكثر ارتفاعاً، وذلك عبر استخدام الأقمار الاصطناعية والطائرات وهذا أمر لم يجرِ اختباره من قبل، كما ان تكلفته باهظة».
رويسات العلم سمّيت كذلك نسبة الى العلم العربي الذي رفعه الثوار عام 1925 بعد انتصارهم على الانتداب الفرنسي آنذاك، وترتفع قرابة 1700 متر عن سطح البحر.
ويذكر انه بعد احتلال اسرائيل مرتفعات كفرشوبا ومن بينهما رويسات العلم شرعت في إقامة مراكز عسكرية عادية، وتعتبر هذه التلال أراضي زراعية تابعة لبلدة كفرشوبا، يقصدها رعاة المواشي للاصطياف ورعي قطعانهم وقد جرفت اسرائيل مساحات واسعة من أراضي المرتفعات وأقامت موقعاً لها في مطلع السبعينات، ولم يكن آنذاك شريط شائك، وفي العام 1980 أجرت تعديلات على الموقع فأقامت أعمدة حديدية تحمل هوائيات مرتبطة بأجهزة إرسال داخل الموقع.
وفي العام 1985، أصبح موقع العلم مخصصاً للرصد والتجسس الالكتروني: فهو مجهّز بأحدث المعدات والرادارات وأجهزة الكشف البرية والجوية، وتقوم سرية كاملة من الاحتلال بالإشراف على حمايته، كما ان في داخله خبراء من ذوي التخصص.
ويشرف الموقع بشكل مباشر على بلدة كفرشوبا ويعتبر الحامية الجنوبية لمرصد جبل الشيخ، ويشرف على معظم مناطق الجنوب اللبناني والبقاع الغربي وسهل الحولة جنوباً، اضافة الى مزارع شبعا والجولان.
بعد تحرير الجنوب وأسر الجنود الاسرائيليين الثلاثة، قرب بركة النقار، أدخلت اسرائيل تعديلات هندسية جذرية في بنية مواقعها العسكرية على الجبهة، وشهد موقع رويسات العلم إقامة سواتر ترابية عالية، خلفها جدران اسمنتية سميكة، كما أدخلت نظام الشبك المعدني الذي يحوط الموقع من جهاته الثلاث باستنثاء الجهة الشرقية.
يذكر ان موقع رويسات العلم يقع خارج الشريط الحالي وداخل الاراضي اللبنانية، قرابة ثلاثة كيلومترات ويرتبط بمزارع شبعا من جهته الشرقية عبر طريق أنشأه الاحتلال وأقام بوابة عند جورة «الدحنونة».
رويسة السماقة تلة تتبع أراضي بلدة كفرشوبا، احتلتها اسرائيل بالتزامن مع رويسات العلم، وأقامت مركزاً عسكرياً، كان في البدء غرفاً وبيوتاً جاهزة محاطة بساتر ترابي، ويقول الأهالي في قرى العرقوب انهم كانوا يرعون قطعانهم وصولاً الى أماكن خلف تلة السماقة، واستمروا على هذا النحو حتى العام 1994، عندما اقيم الشريط الحالي وثبتت بوابة حديدية قرب بركة البلدة اطلق عليها في الفترة الاخيرة اسم بوابة حسن.
وفي العام 1981 أخلى جيش الاحتلال موقع السماقة سنة ونصف السنة، واستمرت دورياته تتردد عليه، بين فترة وأخرى.
ويعتبر هذا الموقع قتالياً بالدرجة الأولى لاحتوائه على عدد من الدبابات وناقلات الجند، اضافة الى مهبط للمروحيات في جهته الشرقية.
ويشرف الموقع على مناطق واسعة من الجنوب اللبناني وشمالي فلسطين، ويبعد عن بركة كفرشوبا قرابة الكيلومتر، ويرتفع 1600 متر عن سطح البحر، أحاطته قوات الاحتلال منذ شهرين، بسواتر ترابية ومكعبات اسمنتية، يتقدمها شبك معدني بارتفاع عشرة أمتار تقريباً.
وسمّي بموقع السماقة نسبة الى التلة المشهورة بكثرة اشجار السماق سابقا وتعود ملكيتها الى المواطن غسان عبد العال من بلدة كفرشوبا.
موقع رمتا رمتا هي احدى مزارع شبعا المحتلة، تعود ملكيتها الى آل نبعة.
وهناك بئر حسن نبعة الذي لا يزال موجوداً حتى اليوم، وتقع التلة غربي المزرعة حيث أقام الاحتلال موقعاً عسكرياً عليها منذ العام 1975 وسيّجها بشريط شائك.
ترتبط التلة بالمزرعة بواسطة طريق شقه الاحتلال تحوطه الاسلاك الشائكة، ويبلغ طوله 500 متر تقريباً.
ويعتبر الموقع الحامية الجنوبية القريبة لموقع السماقة ويشرف على موقع زبدين من الناحية الشمالية وهو موقع قتالي ونقطة مراقبة هامة لمدخل المزارع الغربي، ويشكل حماية خلفية لشبكة الطرق داخل المزارع، زوّد اخيراً بكاميرات للمراقبة ويشرف على الاطراف الجنوبية لبلدة كفرشوبا ويتربّص بسهل الوزاني وأجزاء كبيرة من الجنوب والشريط الحدودي.
يرتفع فوق سطح البحر قرابة الـ1000 متر.
حصّنته قوات الاحتلال وجهّزته كباقي المواقع على الجبهة.
وتعتبر رويسات العلم والسماقة ورمتا، المواقع الأمامية على جبهة المزارع، وكانت بعيدة عن ضربات المقاومة منذ العام 1975، الى ان استطاعت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية توجيه ضربات مؤلمة عدة الى العدو في أعوام 87-88-89-90 اذ سجلت مواجهات عنيفة وقتئذ، كما استطاعت المقاومة ضربها، مجدداً بالصواريخ قبل التحرير بأيام عدة.
موقع زبدين زبدين هي احدى مزارع شبعا المحتلة، تقع ثلاثة كيلومترات تقريباً شرقي مزرعة بسطرة المحررة، كانت سابقاً احدى النقاط الخلفية على جبهة المزارع وبعد إخلاء موقع بسطرة من قبل اسرائيل أصبحت مزرعة زبدين وموقعها العسكري يشكلان نقطة أمامية تتوسّط موقعي رمتا ومغر شبعا.
ان موقع زبدين غير ظاهر للعيان الا الجزء الغربي منه المقابل لمزرعة بسطرة وهو مجمع لآليات الاحتلال ودباباته وقطع مدفعيته، وقد وصفه أحد المصادر باللوجستي خصوصا بعدما عززته قوات الاحتلال اثر انسحابها من موقع بسطرة في السابع والعشرين من أيار الفائت.
يشرف الموقع على أجزاء من الجنوب اللبناني بشكل غير مباشر.
ويتولى موقع رمتا المرتفع، حمايته، وهو يضم عدداً من البيوت الجاهزة.
يرتفع قرابة 600 متر عن سطح البحر.
موقع مغر شبعا حديث النشأة، اقامه الجيش الاسرائيلي على تلة، تقع اقصى جنوبي المزارع عند تخوم سهل الحولة، ويجهد الاحتلال منذ منتصف آب الماضي، لانجاز هذا الموقع وتحصيناته، ولا يزال حتى الساعة، يعمل لربطه بسهل الحولة ومزارع شبعا عبر طريق تخرق تلة المغر الصخرية.
ويعتبر هذا الموقع هو الأخير جنوباً على جبهة المزارع وقد عملت جرافات الاحتلال لاقامته وإحاطته بالسواتر الترابية لفترة تجاوزت الثلاثة اشهر، ثم احاطته بشبك معدني منذ قرابة الشهر، ونقلت اليه مئات المكعبات الاسمنتية اضافة الى آلاف الأمتار المكعّبة من الاسمنت نقلتها شاحنات الى داخل الموقع.
وتكمن أهمية هذا الموقع في كونه المدخل الجنوبي لمزارع شبعا، يشرف على وادي المغر ويتحكّم بالطريق الرئيسي الممتد من العباسية الى المزارع.
مهامه تراوح بين القتالية والإسناد الناري، لكونه يحوي عشرات المرائب للدبابات ومرابض المدفعية الثقيلة وتستخدمه اسرائيل لحماية المنطقة الحدودية الممتدة من المجيدية شرقاً الى موقع الحماري غربا.
جهّزته قوات الاحتلال اخيراً بمهبط للمروحيات كباقي المواقع الأخرى المنتشرة على طول الجبهة.
يرتفع 500 متر عن سطح البحر، ويقع شرقي بلدة العباسية.