أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

العاصفة تبتلع زورق أحد صيادي صيدا

الثلاثاء 03 آذار , 2009 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,673 زائر

العاصفة تبتلع زورق أحد صيادي صيدا

 هكذا، على إيقاع الموج المتلاطم عند شاطئ صيدا، بدا مركب الصياد سعد الدين الرز فريسة سهلة لعناصر الطبيعة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة متراقصاً بين الأمواج كأي كائن حي، ساعة يطفو وساعة يختفي «كطائر يرقص مذبوحاً من الألم» إلى أن غرق. بينما باءت جهود من رفعوا الصوت لإنقاذ الزورق بالفشل، ما جعل صاحب المركب يجلس نادباً حظه العاثر صارخاً: «راحت الحيلة والفتيلة». القصة بدأت عندما استغل الصياد سعد الدين الرز (60عاماً)، انحسار العاصفة المؤقت، فخرج على متن قاربه الصغير ممنّياً النفس بصيد وفير يقتنصه من فم العواصف، فكمن في مكان يفترض أنه مرتع للسمك، ونصب شباكه في الخليج المعروف باسم خليج إسكندر قبالة ثانوية المقاصد. لكن العاصفة التي كانت تنحسر هنيهة لتعود، أحدثت موجة قوية ضربت الشباك المنصوبة، فأزاحتها من مكانها لتعلق في صخور «الخليج». عندها، حاول الرز انتزاعها، لكن الشباك علقت في «دفاش» المركب (مروحة المحرك) فعطلته، ما حوّل المركب إلى قطعة خشب عائمة قذف الموج بها باتجاه الصخور، حيث أدى الارتطام إلى تسرب المياه إلى داخل المركب فأثقلته إلى أن غرق.
الخيِّرون من أبناء المهنة تطوعوا، كما هي عادتهم، وآزروا زميلهم. فرمى كلّ من حسن المصري ومحمد القرص نفسيهما في مياه البحر الباردة بعدما نزعا ثيابهما، وحاولا تحديد منطقة غرق المركب أو وضع دليل من «الفلين» وربطه بالمركب، ما يسهل اكتشافه وانتشاله إذا ما غرق. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، ومع وصول رافعة لانتشال المركب، كان الأخير قد تلاشى عن سطح البحر، ولم تنفع كذلك محاولات تحديد مكان غرقه.
في تلك الأثناء، أصبح الكورنيش مكتظاً بالمتفرجين، وما إن أدرك الجميع أن المركب «توفي»، حتى راحوا، وبينهم النائب أسامة سعد، يواسون الصياد بأقوال من نوع «بالرزق ولا بأصحابه». وحاول البعض تخفيف صدمة الصياد بتعليله بإمكان إيجاد المركب وتصليحه، إلا أن الصياد العارف ببواطن البحار، غادر متحسراً على «معيلي الوحيد» سائلاً بلوعة: «مين بدو يعوّض علي؟»، من دون أن يجد من يجيبه.

Script executed in 0.19615697860718