لم يسلم هذه المرة «كاسر» الموج في مرفأ صور التجاري من غضب الطبيعة والامواج العاتية.. فانكسر. وفيما كانت أنظار المعنيين في المرفأ تتجه نحو وصل الكاسر بعد مخاض عسير مع المديرية العامة للآثار يمتد الى سنوات، حطمت أمواج البحر التي «هاجت» في خلال العاصفة، مقدمته عند شارة الضوء التي تهتدي عبرها السفن ومراكب الصيادين الى حو ض المرفأ.
وبات المرفأ الذي يضم عددا من الابنية المتآكلة وأرتالا من السيارات الاوروبية المستعملة اكثر عرضة لاجتياح المياه التي تغمره عند اشتداد الامطار وارتفاع الامواج.
وفي وقت يستمر فيه التباين والخلاف بين المديرية العامة للآثار ومصلحة استثمار مرفأ صور على خلفية رغبة المصلحة بـ»تطويل» كاسر الموج حوالى 150 مترا في عمق البحر لحماية المرفأ من جهة، واعتراض المديرية العامة للآثار على اي اعمال تمس بالآثار البحرية المدفونة في المنطقة من جهة ثانية، ظهرت مؤخرا بعض الحلول لناحية وصل وتطويل كاسر الموج او السنسول الرئيسي نحو 175 مترا وذلك على اثر الزيارة التفقدية التي قام بها قبل شهور وزير الاشغال العامة غازي العريضي الى مرفأ صور وتكليفه مديرية النقل البري والبحري في الوزارة بإنجاز الدراسة المتعلقة بالعمل وعدم مس الأعمال بأي آثار إذا كانت موجودة في المنطقة، على حد قول عدد من الذين رافقوا العريضي في جولته على المرفأ.
ويلفت عاملون في المكان إلى أن كاسر الموج الحالي لا يحمي الا 60 في المئة من ساحات المرفأ وهو بالتالي يحتاج إلى إنشاءات تزيد من طوله لتخفيف المخاطر والأضرار الناتجة عن تدفق المياه الى باحات المرفأ وصولا إلى غرف المباني القائمة عند اسواره الخارجية.
ويؤكد عضو مجلس ادارة مرفأ صور نزيه خالد الى ان المرفأ سواء تم تحويله الى مرفأ سياحي كما تلحظه خطط مشروع الارث الثقافي ام بقي تجاريا فإنه بحاجة ماسة وملحة الى تطويل كاسر الموج حتى لا يبقى المرفأ عرضة لتدمير الطبيعة وعواصفها.
ويأمل خالد «خيرا من وعد الوزير العريضي الذي يبدي اهتماما عاليا بمشروع تحسين مرفأ صور ومن ضمنه تطويل كاسر الموج»، متمنياً أن تأخذ الأمور مسارها الطبيعي وتتم إزالة كل العوائق من امام حماية المرفأ وتطويره وزيادة نشاطه التجاري والسياحي في المستقبل.
ويشير رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني الى ان الامور تسير بشكل ايجابي بعد الزيارة التي قام بها الوزير العريضي ومن ثم زيارة مدير عام الآثار فريدريك الحسيني الى صور قبل مدة قصيرة برفقة مسؤولين من منظمة الاونيسكو الحريصة على آثار صور كما كل الادارات ومؤسسات المجتمع المدني في المدينة، حيث لا يقبل أي منها التعرض لأي معلم أثري سواء فوق الارض او تحتها، لافتا إلى موافقة مبدئية للآثار على مشروع وصل كاسر الموج.
وأكد الحسيني أن صور وأهلها وبلديتها يتطلعون إلى مرفأ لليخوت من اجل دفع العجلة السياحية والاقتصادية لا سيما ان المدينة تشكل واحة حقيقية على البحر المتوسط وقبلة للزوار والسياح من أنحاء العالم كافة.
ويقتصر نشاط مرفأ صور التجاري، ومنذ أكثر من خمسة عشر عاما على استيراد السيارات المستعملة بمعدل ثلاث إلى أربع بواخر شهريا، وهو لا يستقبل اي سلع أخرى. ويعزو العاملون فيه ذلك الى عدم قدرة البواخر الكبيرة الرسو عند السنسول الرئيسي بسبب تدني عمق المياه في المنطقة والتي تصل الى ستة امتار فقط حاليا وهو يحتاج الى ما بين ثمانية وعشرة امتار لا ستقبال البواخر التجارية الكبيرة.
