يبدو أن قرار "ترامب" بمنع دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة الأميركية، لم يُثر فقط غضب مواطني هذه الدول بل أيضا أثار غضب واستهجان مسؤولي شركات التكنولوجيا الأميركية العاملة في "وادي السيليكون" وعلى رأسهم شركة "جوجل".
وحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية حذرت "جوجل" موظفيها الذين يتحدرون من تلك الدول التي جاء ذكرها في قرار ترامب من السفر خارج الولايات الأميركية، وطالبت ممن هم خارجها الآن بالعودة حالا، تفاديا من تأثرهم بقرار ترامب أو منعهم من العودة إلى الولايات المتحدة.
ومن المتوقع تأثر 100 موظف من موظفي "جوجل" من قرار الحظر على سفر مواطني الدول التالية: سوريا والعراق وإيران والسودان والصومال واليمن وليبيا.
ونشرت الصحيفة نسخة من مذكرة أرسلها المدير التنفيذي لشركة "جوجل" ساندر بيتشاي وهو مهاجر من أصل هندي، قال فيها: "من المؤلم أن نرى تكلفة وضررا شخصيا من هذا الأمر التنفيذي على زملائنا، لقد كانت وجهة نظرنا من قضايا الهجرة معروفة ومُعلنة، وسنواصل الدفاع وجهة نظرنا المدافعة عن المهاجرين عامة وموظفينا خاصة".
ورغم أن بعض الموظفين ما زالوا على رأس عملهم داخل الولايات المتحدة، إلا أن بعضهم كان قد سافر خارج الأراضي الأميركية أثناء عطلتهم السنوية، ولكن مع هذا قد يتأثرون بقرار ترامب الأخير على الرغم من حمل بعضهم لبطاقات الإقامة الدائمة (Green Card) وبعضهم لتأشيرات العمل من نوع (B1-H)، فيما قالت تقارير إخبارية إن بعض حاملي البطاقات الخضراء وتأشيرات العمل تم منعهم من قبل شركات الطيران من الصعود إلى الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.
وبحسب تغريدة على "تويتر" لمدير الشؤون القانونية والسياسية في اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز عبد أيوب فقد تم منع العديد من المقيمين في الولايات المتحدة من حاملي التأشيرات وبطاقات الإقامة الدائمة من الصعود إلى الطائرات المتجهة للولايات المتحدة.
وأعطى "بيتشاي" مثالا عن بعض موظفيهم الذين سافروا لنيوزلندا لقضاء إجازتهم ولم يستطيعوا العودة إلى الآن.
ونقلت جريدة "إندبندنت" عن متحدث باسم "جوجل" قوله: "نحن قلقون بشأن تأثير هذا النظام، وأي قرارات يمكن أن تفرض قيودا على موظفينا وأسرهم، أو أي قرار من شأنه منع استقطاب وتحفيز المواهب في التكنولوجيا للقدوم إلى الولايات المتحدة".
وأضاف: "سوف نستمر في تقديم وجهات نظرنا المعروفة والمعارضة للقوانين الظالمة للمهاجرين، للسياسين في واشنطن".
وأدان مارك زوكربيرج مؤسس شبكة "فيسبوك" قرارات ترامب الأخيرة الخاصة بمنع المهاجرين، مسلطا الضوء على تاريخ عائلته المهاجرة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف في تدوينة نشرها عبر صفحته على "فيسبوك": "أنا قلق بشأن القرارات التنفيذية الأخيرة التي وقعها الرئيس ترامب".
وأضاف زوكربيرج: "نحن بحاجة للحفاظ على هذا البلد آمنا، ولكن ينبغي لنا أن نفعل ذلك من خلال التركيز على الأشخاص الذين يشكلون في الواقع تهديدا حقيقيا لبلدنا".
يُذكر أن معظم شركات التكنولوجيا الأميركية تعتمد على مواهب وطاقات شبابية مهاجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
(عربي21)