ليس كل بصير يبصر، فأحياناً بصيرة القلب تفوق النظر... ولعل فاطمة حسين يونس، إبنة بلدة عبا الجنوبية ، خير دليل على أن البصير بصير القلب والعقل، وليس بالضرورة وحده بصير العينين.
فاطمة التي لم تمنعها عيناها الكفيفتين من تحقيق هدفها، وهبها الله بصيرة ثاقبة بعد أن حرمت نعمة البصر منذ ولادتها ، حيث إستطاعت إبنة الثمانية عشر ربيعاً، والحافظة لـ25 جزء من القرآن الكريم أن تحرز المركز الأول في لبنان في المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم، التي كانت قد أقامتها جمعية القرآن الكريم في لبنان، بعد تأهلها للتصفيات النهائية وذلك عن فئة حفظ 20 جزء من القرآن.
فاطمة التي كانت قد بدأت بحفظ القرآن وهي في سن الثلاث سنوات، وتابعت دراستها في مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية، كانت قد حصدت في العام الماضي أيضاً المركز الأول ولكن عن فئة ال 15 جزء بحسب ما أفاد والدها لموقعنا.
كما أن فقدانها لبصرها لم يعيقها عن متابعة تحصيلها الجامعي ، وهي حالياً طالبة سنة أولى - أدب عربي في كلية الآداب الجامعة اللبنانية.
إذاً إن القوة تكمن في الإرادة والصبر...أن تصوب طاقتك الفكرية والروحية تجاه الهدف وتنطلق صانعاً من ضعفك قوة!!
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.أورغ