كتبت ماري الأشقر في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "تأثير تراتبية الطفل في الأسرة": "دراسات كثيرة تناولت وضع الطفل و"تراتبيّته" العائلية بين إخوته، ومن أهمها دراسة "أدلر"، وأثبتت هذه الدراسات أنّ الطفل الكبير أو الوحيد غالباً ما يعاني من اضطرابات نفسيّة بنسبة 60 في المئة أما الذين يأتون في التراتبية الثانية أو الثالثة فتقلّ نسبة الاضطرابات عندهم حتّى 50 في المئة. يتحمّل الطفل الكبير عادةً مسؤولية أكبر، ويعيش وضعاً يملؤه التناقض والتجاذب على أساس أنه الإبن الكبير وعليه أن يتنازل لإخوته. كما لا يستطيع أن يتصرّف على أساس أنه راشد لأنّ النظرة إليه تبقى كالنظرة إلى طفل. وقد يعامَل معاملة مميّزة قبل مولد أحد إخوته فيصير كأنه وحيد ويحظى باهتمام ورعاية المحيطين به.
وتلبّى كلّ رغباته وحاجاته ما يعزّز نرجيسيته، لكنه يشعر عندما يستقبل أخاً جديداً بأنّ هذا الوافد الجديد قد سلبه كثيراً من الأضواء فيفقد ثقته بالآخرين وبنفسه. وغالباً ما يكون ثلث الأطفال الكبار أذكياء، والثلث الآخر أقلّ ذكاء، ويكون الثلث الباقي متوسط الذكاء، وهذا دليل على مدى الاهتمام والرعاية من قبل الأهل.
صغير العائلة
يتميّز الطفل الثاني بالإهمال قليلاً وقد يتعلّم أشياء عن طريق المنافسة مع إخوته، لأنّ الكبير لا يتنافس مع أحد. ويستطيع الثاني أن يتمرّن على الأدوار التي سيقوم بها في المجتمع. وإذا أنجب الأهل طفلاً ثالثاً مرّ الثاني وكأن لا علاقة له بالعائلة إذ يضيع بين الاثنين.
وغالباً ما يكون أكثر نجاحاً من الطفل الأول، و يُقال إنّ الطفل الصغير لا يعاني من مشكلات وإنه مدلَّل ولكن هذا الوضع لا يشكّل القاعدة، إذ يعاني أحياناً ولا يكون مدلَّلاً. ويتميّز الطفل المدلَّل بتعلّقه الشديد بكلّ رغبة تراوده، ويلقى رعاية تفوق حاجاته.
ويفشل الطفل المدلَّل عادة في الحياة العامة لأنه تعوَّد على الأخذ من دون أن يعطي. ويُشبَّه الطفل المدلَّل بالذكر الوحيد مع عدد من الإناث. وقد يخطئ الأهل أحياناً في تفضيل طفل على آخر وفي الاهتمام بالذكور من دون الإناث ما يولّد الحقد بين الإخوة".
(ماري الأشقر - الجمهورية)