يهوى الكثير مِنّا السفر والترحال، وزيارة بلدان جديدة، والاستمتاع بمشاهدة أبرز معالمها السياحية.
يتيح لنا السفر فرصة خوض المغامرات، وصنع تجاربنا الخاصة، والاحتفاظ بذكريات لا تُنسى، ويُسهم كذلك في خلق روابط وعلاقات بين الناس، والانفتاح على ثقافات متنوعة، إلى جانب التكيف مع العادات، والتقاليد المغايرة بين الشعوب، كما أنه يُريح النفس، ويجدد النشاط.
ويميل المسافرون عادةً إلى زيارة المعالم السياحية الشهيرة في كل دولة يحلّون بها، ويبرع آخرون في استكشاف المناطق غير الشائعة، فيتفقّدون بشغف ما قد يخفى على غيرهم. إذا كنت أحد هؤلاء الفضوليين، فإليك بعض أغرب الأماكن التي لا يلحظ وجودها من لم يسمع عنها، في أشهر المعالم السياحية حول العالم، التي يرتادها الملايين سنوياً.
شقة داخل برج إيفل
افُتتح برج إيفل للمرة الأولى عام 1889، وسط إعجاب وتهليل من الجميع آنذاك. وغرق مصممه جوستاف إيفل، في سيلٍ من الثناء والإطراء على تصميمه الفريد.
لكن، يبدو أنه لم يكتفِ بتشييد ذلك الصرح العظيم؛ إذ تبين لاحقاً أنه بنى لنفسه شقةً صغيرة بالقرب من الجزء العلوي، للبُرج الذي يعد إحدى عجائب الدنيا السبع.
الشقة ليست كبيرة بالفعل لكنها دافئة، ومفروشة من الداخل بأسلوبٍ بسيط؛ على غرار الطابع الذي يُفضله العلماء.
وخلافاً للعوارض الفولاذية التي تُشكل هيئة البُرج، فإن جدران الشقة مُغطاة بأوراق دافئة. تحتوي على أثاث يشمل خِزانات خشبية، وأنسجة من القطن المطبوع بألوان متعددة، بالإضافة إلى بيانو كبير، الأمر الذي يخلق مع بقية مشتملاتها جواً مريحاً، يرتفع نحو 1000 قدم في الهواء.
غرفة مُغلقة داخل شُعلة تمثال الحرية
هل سبق أن تمنيت الصعود إلى شُعلة تمثال الحرية؟ في الواقع، كان بإمكانك فعل هذا في الماضي. لكن في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، قام عملاء ألمان بتفجير رصيف اتصال يربط بين جزيرة بلاك توم ومدينة جيرسي، أسفر الانفجار عن مقتل وجرح المئات، وتأثرت من شِدّته العديد من المباني، منها ميدان التايمز.
كما تأثرت كذلك البنية التحتية لتمثال الحرية، الذي تقبع بداخل شُعلته المميزة غرفة صغيرة.
منذ ذلك الحين، تم إغلاق الغرفة أمام الزوار، ولم تتم إعادة افتتاحها مجدداً. ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى التلف الناجم عن الانفجار، والخوف من حدوث أية تفجيرات أو عمليات إرهابية مُحتملة.
لكن، إذا كنت لا تزال ترغب في إلقاء نظرة فسيكون بإمكانك ذلك، فلحُسن الحظ تم مؤخراً -عام 2011- تثبيت كاميرا داخل الشُعلة تُمكّن الزوار من رؤية ما بداخلها.
أنفاق تحت أرضية الكولوسيوم الروماني
الكولوسيوم هو أحد أشهر معالم روما على الإطلاق؛ يقوم بزيارته أكثر من 4 ملايين شخص كل عام، غير أن الكثيرين لا يعلمون بوجود أنفاق تحت أرضية هذا المعلَم العريق.
كانت تقطنها الحيوانات التي كان يواجهها المصارعون (مثل الأسود، والنمور، والفهود، والضباع، والفيلة، والدببة)، والتي كان يتم رفعها إلى ساحة المسرح الرئيسية عبر نظام الروافع والبكرات.
تم افتتاح هذه الأنفاق الواقعة أسفل أكبر مدرّج بناه الرومان في عهدهم عام 2010؛ ليتسنَّى للزوار استكشاف الخلايا والممرات، التي كانت الحيوانات البرية تُحشد داخلها. كما سيمكنهم مشاهدة بقايا نظام الصرف الصحي المتطور، الذي وفَّر للحشود الهائلة التي كانت تتجمع في المدرج، العشرات من نوافير الشُرب والمراحيض.
صالة سجلات خفيّة في جبل راشمور
جبل راشمور هو معلَم سياحي معروف جيداً، يحمل أوجهاً منحوتة للآباء المؤسسين ورؤساء الولايات المتحدة الأميركية (جورج واشنطن، وتوماس جيفرسون، وثيودور روزفلت، وأبراهام لينكولن).
ما قد لا يلحظه أغلب السياح، هو وجود باب خلف رأس تمثال الرئيس لينكولن، توجد خلفه صالة سجلات.
بُنيت هذه الصالة بين عامي 1938 و1939؛ لتمثّل مستودعاً يتم فيه تخزين سجلات تفصيلية تتعلق بالتاريخ الأميركي.
وتحتفظ القاعة بأهم الوثائق الأميركية، مثل إعلان الاستقلال، ووثيقة الحقوق، ونسخ خزفية من البورسلين للدستور.
وفي عام 1998، قامت الحكومة الأميركية بحفظها في قبوٍ مُغلق الإحكام من التيتانيوم، ثم دُفنت خلف جدار يزن 1200 رطل من الغرانيت داخل هذه القاعة. التي كان الهدف من بنائها أن تكون مرجعاً للأجيال القادمة؛ لمعرفة تاريخ بلادهم، من خلال هذا الأثر.
كهف الأرواح الشريرة خلف شلالات نياغرا
يوجد هذا الكهف خلف الثلاثة شلالات الساحرة، المنتشرة على الحدود الدولية بين كندا والولايات المتحدة. وأطلق هنود السينيكا الذين شكلوا أكبر جماعة من بين 6 جماعات من السكان الأصليين لأميركا الشمالية، على هذا الكهف اسم الأرواح الشريرة؛ التي آمنوا بوجودها مُحاصرة في داخله. كما ورد في الأسطورة أن على من يدخله من المحاربين، الاستعداد لخوض معركة حتمية ضد تلك الأرواح.
حُجرة سرية داخل تمثال ليوناردو دافنشي
يستقبل تمثال ليوناردو دافنشي العملاق -الموجود بمطار فيوميتشينو ليوناردو دافنشي في روما- الزوار منذ كشف النقاب عنه عام 1960. وقد توالى عليه الملايين من الأشخاص عبر العقود المتتابعة.
لكن في عام 2006 فقط، تم الكشف عن سرٍ مُخبّأ داخل التمثال الحجري الضخم. في تلك السنة، كان التمثال يخضع لعمليات التجديد، وفي أثناء ذلك اكتَشف أحد العمال حُجرة صغيرة، تقع على ارتفاع نحو 30 قدماً تقريباً في منتصف التمثال. تم فتحها بعناية وعُثِر بداخلها على اثنتين من المخطوطات الورقية، كانتا لا تزالان في حالةٍ ممتازة.
نادٍ سري في مدينة ديزني لاند
تحتوي مدينة ديزني الشهيرة في ساحة نيو أورلينز التي يزورها الأفراد من مختلف الأعمار، على نادٍ خاص، لا يُعد فقط من أكثر النوادي تميزاً في ديزني لاند؛ بل في ولاية كاليفورنيا بأكملها. خلف بابٍ لا يحمل أية علامات في المدينة الترفيهية، يقع النادي الذي لا يستقبل سوى عدد محدود للغاية يبلغ 500 عضو فقط.
تم افتتاحه رسمياً عام 1967، بعدما قرر والت ديزني إنشاء مكانٍ خاص لإمتاع زواره من المتبرعين، وكبار الشخصيات، والمشاهير، والسياسيين. النادي مُزيّن بتحف قام ديزني وزوجته باختيارها، ويقدم أصنافاً متنوعة من الأطباق الفرنسية والمطبخ الأميركي الحديث.
علاوةً على كونه المكان الوحيد في المدينة الذي يقدم المشروبات الكحولية، إلا أن خدمات هذه الرفاهية الحصرية لا تأتي مجانا؛ إذ يدفع الأعضاء رسوم انضمام قدرها 25 ألف دولار، بالإضافة إلى رسوم عضوية سنوية تبلغ 10 آلاف دولار.
جناح انتظار ملكي في محطة قطارات إيطاليا المركزية
يمر يومياً أكثر من 300 ألف شخص عبر "المحطة المركزية"، وهي محطة القطارات الرئيسية في مدينة ميلان الإيطالية، ولا يعلم غالبيتهم أن سلسلة الأبواب المُغلقة التي يمرون بجانبها، توصلهم إلى "الجناح الملكي"؛ أكثر الغرف الموجودة فخامة واستثنائية بالمبنى.
وتم بناء هذا الجناح للعائلة الملكية في إيطاليا عام 1920، ليصبح صالة انتظار فاخرة خاصة بأفرادها.
وعلى الرغم من تفكك النظام الملكي بعد الحرب العالمية الثانية، فإن الجناح لا يزال موجوداً، وهو مُكوّن من عدة طوابق، يحتوي الطابق الأول على غرفة أنيقة، توجد في مستوى خطوط السكك الحديدية نفسه.
كما يشتمل على مداخل رُخامية مُشكّلة على أنماطٍ معماريةٍ مختلفة، ومنحوتات تحمل الشعارات الملكية. ويضم أيضاً أثاثاً راقياً يحمل بصمات أفضل مُصمّمي الديكور الداخلي في ذلك الوقت.
(هافينغتون بوست)