عندما تعرض شقيقاها التوأمان لحادث اختناق داخل السيارة قبل عامين، بعد أن تركهما والدها لإجراء معاملة بنكية، بدأت الطالبة نور شرفا التفكير لإيجاد حل لهذه المشكلة، حتى لا يتعرض الأطفال للاختناق.. فابتكرت تطبيقاً ذكياً ينبه الأهل عبر الهواتف المحمولة أن أبناءهم يتعرضون لخطر داخل السيارة.
“smart car“ أو السيارة الذكية هو اسم التطبيق الذي ابتكرته الطفلة الفلسطينية نور شرفا "15 عاماً" لحماية حياة الأطفال الذين قد يتركهم الأهل داخل سيارة مغلقة لفترة طويلة، وحصلت على المركز الثالث بين أفضل 65 مشروعاً على مستوى فلسطين، بمسابقة "معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2016".
إنهاء المشكلة
وتقول مبتكرة التطبيق: "فكرت بابتكار تطبيق ذكي لإنهاء هذه المشكلة، نتيجة لكثرة الحالات التي سمعنا عنها في وسائل الإعلام المختلفة عن وفاة أطفال داخل سيارة بعد أن تركهم أهلهم داخلها لفترة طويلة، حيث ينقطع الأوكسجين عنهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة ويؤدي ذلك لوفاتهم. وقد تعرض أخواي للاختناق بهذه الطريقة".
وتضيف نور: "بعد التفكير بالمشروع أصبحت أتصفح مواقع الإنترنت، للتعلم من تطبيقات مختلفة وكيفية عملها واستخدامها في هذا التطبيق، بالإضافة إلى مشاهدة فيديوهات عبر موقع يوتيوب، لتعلم البرمجة لأتمكن من برمجة التطبيق، كوني طالبة بالمرحلة الإعدادية، لا أجيد المهارات التكنولوجية. ولكني تمكنت من برمجة التطبيق وإنهائه."
إنذار إلكتروني
وتوضح الطفلة المبتكرة أن فكرتها مرتبطة بالهواتف الذكية، وتعتمد على وجود دائرة إلكترونية مرتبطة بالتطبيق الموجود على الهاتف الذكي عن طريق "البلوتوث". وتحتوي هذه الدائرة على مجسات تقوم باستشعار درجة حرارة السيارة والغاز الموجود فيها، أو أي مكان يتم وضعها فيه، وفي حال ارتفعت الحرارة عن الدرجة المحددة سابقاً يتم توجيه إنذار لحامل الهاتف الذكي المرتبط بالدائرة الإلكترونية.
الأطفال أكثر عرضة
وتشير نور، التي بحثت جيداً في هذا الأمر، إلى أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة لهذه الحوادث، لأن حرارة أجسامهم ترتفع بسرعة أكثر بثلاثة أو خمسة أضعاف مقارنة بالبالغين، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السنة والخمس سنوات، وهم لا يملكون القدرة على فتح النوافذ والأبواب والخروج من السيارة.
أما بالنسبة لخصائص التطبيق الذكي للأطفال على مدار الساعة فهو لا يحتاج لأي جهاز إضافي داخل المركبة، كما أنه يعمل تلقائياً عند توقف السيارة الخاصة بوالد الطفل ويرسل تنبيهاً.
وتلفت شرفا إلى أنه عند اختيار خيار التنبيه يتيح التطبيق للمستخدم تحديد وقت للعودة إلى المركبة يترواح بين ٥ دقائق و٢٠ دقيقة. بعد انقضاء هذا الوقت يرسل التطبيق تنبيهاً أولياً. وفي حال نسيان الطفل داخل السيارة لفترة تزيد عن هذا يتم التنبيه من خلال البلوتوث، بأن الطفل الموجود داخل السيارة في خطر.
وتوضح صاحبة الفكرة المبدعة أن فكرتها استغرقت ما يقارب الشهرين، وتسعى إلى تطوير مشروعها ليكون مرتبطاً بمفتاح السيارة لا بالهاتف المحمول، خاصة أن بعض الآباء ينسون هواتفهم المحمولة أحياناً داخل السيارة.
مساعدة الأهل
التطبيق الذي ابتكرته الطفلة الفلسطينية لاقى إعجاب المواطنين، حيث يعالج مشكلة كبيرة يتعرض لها عدد كبير منهم.
محمد المصور من أولئك الذين تعرض أبناؤهم للاختناق قبل عامين بسبب نسيانهم داخل السيارة.
يقول المصور إن التطبيق رائع ومميز، "إذ إنه يساعد الأهل على الاطمئنان على حياة أطفالهم في حال نسيانهم داخل السيارة، فبسبب ضغوط الحياة والمشاغل قد ينسى الأهل أبناءهم داخل سياراتهم، وهذا قد يعرضهم للاختناق ولكن تطبيق السيارة الذكية الذي ابتكرته الطفلة نور يحد من التعرض لهذه المشكلة".
"أم يزن"، أم لخمسة من أبناء، كانت تخشى أن تترك أطفالها بالسيارة أثناء ذهابها لشراء احتياجاتها من السوق، خوفاً من تعرضهم للاختناق. ولكنها بعد استخدام تطبق "السيارة الذكية" أصبحت تطمئن عليهم أثناء وجودهم داخل سيارتها، كون التطبيق ينذرها في حال وجود خطر يهددهم.
(هافينغتون)