بين ليلة وضحاها، إجتاح موقع «صراحة»، وسائل التواصل الإجتماعي بشكل هستيري. الموقع الأقرب الى التطبيق الإلكتروني يسمح للمستخدم أن يتلقى الرسائل بشكل سري، من مرسل غير معلن الهوية. هذه اللعبة استساغها العديد من الناشطين على هذه الشبكات، فانتشرت كالنار في الهشيم. صاحب الفكرة هو المهندس السعودي زين العابدين توفيق، المتخصص في حقول البترول والمعادن.
لجأ توفيق الى هذه الفكرة، في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بقصد معرفة آراء الموظفين بمدرائهم عبر توجيه النقد اليهم من دون أن يشعروا بأي خوف أو حرج من كشف هويتهم، وأيضاً لتحسين طرق التعامل بين الطرفين. والفكرة في الأصل شبيهة الى حدّ كبير بموقع Ask and Answer الأميركي، مع فارق أن الأخير يسمح بخاصية الرد على الرسائل وايضاً يمنع مجهولي الهوية من إستخدامه.
لكن هذه الغاية التي تشبه الى حد ما في التجربة، مؤسس موقع «فايسبوك»، مارك زوكربرغ، الذي أنشأ الحساب الأزرق بغية أهداف تواصلية بين طلاب الجامعات، وسرعان ما أضحى هذا الموقع الأشهر في العالم، والأكثر جذباً للإستثمار الإقتصادي... يبدو أنها سلكت منحى آخر.
موقع «صراحة» إذاً، إجتاح عقول المستخدمين، ووصل أخيراً الى أكثر من 92 مليون مستخدم في العالم العربي (مصر الأولى، السعودية الثانية، تونس الثالثة..)، وأضحى في الساعات الأخيرة الشغل الشاغل لهم. أخرجوا سريته الى العلن عبر إعادة نشر بعض الرسائل الخاصة، وطرحوا النقاش على صفحاتهم. أيضاً لم يخل الأمر من تمرير رسائل جارحة، أو مؤذية. تزامناً، خرجت شائعات تتحدث عن تطبيق أو وسيلة لكشف أسماء المرسلين. كذلك، حكي الكثير أمنياً عن إستخدام هذا الموقع لإختراق حسابات المستخدمين على فايسبوك. ومهما تكن صدقية هذه الشائعات، فإن الوظيفة الأساسية لهذا الموقع، خرجت عن فكرتها الأساسية، وأضحى«صراحة» كالعدوى، يشكل هاجساً للناشطين على الشبكات الإجتماعية، وإنتظارهم الدائم لمعرفة آراء أصدقائهم بهم.
(الأخبار)