ضرب عبد الله أشرف أروع الأمثلة في التضحية والوفاء لوالدته، في وقت نجد أبناء يضعون أمهاتهم في دور المسنين إرضاءا لزوجاتهم، ومنهم من يحجر على والده للسيطرة على ممتلكاته، وآخرون يتركوا والدهم ووالدتهم لتتبنى الجمعيات الخيرية رعايتهم من أموال التبرعات .
عبد الله أشرف -دبلوم صنايع- شاب لم يتعدى 25 عاما، قرر رد الجميل لوالدته التي كادت أن تموت بعد أن تملكها المرض، أصيبت بالفشل الكلوي .
بدأت القصة عندما تعرضت والدة عبد الله أشرف إلى وعكة صحية، فقام الزوج والإبن بعمل الكشوفات والفحوصات الطبية اللازمة، بعد عمل الفحوصات أكد الأطباء معاناة الأم من تليف شديد في كليتها -فشل كلوي-، الامر الذي وضع هذه الأسرة البسيطة في مأزق كبير، فعليهم توفير متبرع في أسرع وقت حتى لا تموت الأم .
وهنا جاء دور الإبن البار بوالدته، دون تبليغ أحد في البداية، قام عبدالله بالتوجه إلى الطبيب المعالج لوالدته، وقام بإجراء كافة التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة من أجل التأكد من توافق أنسجته مع أنسجة والدته، وبالفعل أكد الطبيب على توافق أنسجة عبد الله ووالدته .
بعد توافق الأنسجة، قام عبد الله بالتبرع "بكليته من أجل أمه، وبذلك أنقذ حياة والدته ورد لها جميل السنوات الطويلة التي ضحت فيها من أجله .
وله أمنية بسيطة لشاب ضحي بأحد أعضائه من أجل أمه التي لا يملك أغلى منها، حيث تمنى عبد الله أن يوفقه الله للزواج من "حبيبته" بعد أن يرى والدته بأفضل حال .
وفي تصريحات عبد الله قال: "أبلغت أبي وأمي ورفضا الموضوع فى البداية، لكننى تمكنت من إقناعهم فرغم صعوبة الموقف عليهم إلا أننى تمكنت من إقناع أمي التي وافقت بعد وقت كبير" ، وأكمل قائلا : " لم أكن أتمنى من الدنيا يوم إلا أن أرى أمي في كامل العافية، وأن أتمكن من الزواج من حبيبتي" .
كما أضاف عن يوم إجراء عملية نقل "الكلية" : " تمنيت أن أرى أمى قبل التخدير، وبالفعل رأيتها داخل غرفة العمليات وقمت بالإشارة لها وأنا أضحك، فرغم خوفي الشديد إلا أننى كنت أحاول أن أظهر لها ثباتي وعدم خوفي" .
وفي نهاية حديثه لم ينسى دعائه لوالدته أن تكون في كامل صحتها حيث قال : "أمي شالتني العمر كله ودي أقل هدية ليها، ومهما قولت وقدمت عمري ماهقدر أوفي اللى عملته معايا هي وأبي" ، متمنيا أن يرى أمه وهي فى كامل الصحة والسعادة، مضيفاً : "مش عايز غير أني أتجوز اللى بحبها وربنا يقدرني وأكون بار بأبي وأمي" .
(عيون)