يتفاخر الأتراك بمطبخهم الغني بالوجبات التي باتت تستقطب مؤخراً السياح من كل مكان في العالم، حيث بدا اهتمام المطاعم والفنادق التركية في تقديم وجبات محلية إلى جانب المأكولات الغربية واضحاً لدرجة جعلت بعض السياح يفكرون في أطباق الطعام قبل البرامج السياحية التي تقدمها وكالات السياحة.
هذه الشهرة الواسعة للوجبات التركية ساعدت المستثمرين في هذا المجال على تجاوز حدود تركيا ليصلوا للكثير من البلدان الأخرى ويفتتحوا مطاعم تركية على شاكلة المطاعم العالمية، حتى أصبح الكباب والشاورما التركية وغيرها من الوجبات الأخرى هذه الأيام ماركات مسجلة حول العالم.
وفي ألمانيا مثلاً، حيث يعيش ملايين الأتراك الذين وصلوها في مراحل مختلفة، تُشكل المطاعم التركية وجهة يحبذها العديد من الألمان لمذاق وجباتها اللذيذ وتنوعها، إلى جانب المسلمين الذي يبحثون عن الأكل الحلال.
وتشير التقارير التي تصدرها رابطة منتجي الشاورما التركية في أوروبا، وفقاً لتقرير نشره موقع بي بي سي بنسخته التركية، إلى أن صناع الشاورما التركية في ألمانيا يبيعون حوالي 2 مليون ساندويتش يومياً في المدن التي ينشطون فيها، مستخدمين أكثر من 400 طن من اللحوم ليتمكنوا من سد حاجة السوق.
ويدر قطاع صناعة الشاورما التركية المعروفة بـ"Döner"، وغيرها من الوجبات التركية الأخرى في ألمانيا، 4 مليارات يورو على خزينة الدولة من خلال 41 ألف مطعم يمتلكها الأتراك منتشرة في أنحاء ألمانيا يتواجد 4 آلاف منها في العاصمة برلين وحدها.
التعليم
ويقول غورسال أولبير الناطق الإعلامي لرابطة منتجي الشاورما التركية في أوروبا، إن شهرة "الدونار" التركي وسرعة انتشاره دفعت بعض المعاهد والجامعات لفتح أقسام خاصة لتدريس مراحل طهيه وتحضيره إلى جانب وجبات تركية أخرى.
ويؤكد أولبير أن الألمان يفضلون الدونر على غيره من الوجبات السريعة الأخرى لمذاقه اللذيذ ورخص سعره حيث يتراوح الساندويتش الواحد بين 4.50 و14 يورو وفقاً لحجمه واختلاف المواد المستخدمة فيه.
ويشير إلى أن إقبال الألمان على شراء الشاورما التركية ساهم في منافستها على المراكز الأولى في قائمة الوجبات السريعة الأكثر مبيعاً في ألمانيا، مؤكداً أن نسب المبيعات في ارتفاع مستمر.
البدايات
وتعود قصة انتشار الشاورما التركية "الدونر" في ألمانيا لسبعينيات القرن الماضي حينما بدأ عدد من التجار الأتراك في بيع وجبات بلادهم في العاصمة الألمانية برلين ومن ضمنها وجبة الشاورما التي نالت إعجاب الألمان، ما دفع العديد من الأتراك للاستثمار فيها.
ويقدر المواطنون الأتراك في ألمانيا وفقاً للمصادر التركية بحوالي 3 ملايين تركي يحملون الجنسية التركية ومسجلين رسمياً في بيانات الدوائر المحلية ببلادهم الأصلية.
ويذكر أن أتيلا منافشا رئيس غرفة تجارة ولاية أضنة جنوبي تركيا، قد أكد في وقت سابق من هذا العام انتهاء مسؤولي الغرفة من التحضيرات للتقدم بطلب الحصول على "براءة اختراع" من الاتحاد الأوروبي لتسجيل وجبة الكباب التركية، المعروفة بـ"الأضنة كباب"، نسبة للولاية ذاتها في تركيا كماركة تركية مسجلة، ليتسنى تسويقها بشكل رسمي داخل بلدان القارة الأوروبية.
وتعتبر الأضنة كباب واحدة من الوجبات التركية الدسمة، التي ما زالت تحافظ على الطريقة التقليدية التي تُحضر بها، حيث تشوى على نارٍ هادئة، وتقدم إلى جانب سلطات ومقبلات عديدة. ويتكون الكباب من لحوم مفرومة يُضاف إليها البصل والبهارات الأخرى.
هافيغنتون بوست