أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أحمد يجسّد الجنوب... بالتلوين المائي

السبت 14 آذار , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,467 زائر

أحمد يجسّد الجنوب... بالتلوين المائي

 في مبنى وست هول. يلمّح السؤال إلى هويّة اللوحات التي رسمها أحمد منذ سنة ونصف حتى اليوم. هنا يتجسّد الجنوب بكل عناصره من المشهد المكبّر (macro) البعيد والخارجي المتمثل بالمناظر الطبيعيّة للهضاب والتلال الخضراء والجرداء، مروراً بوادي الحجير وطواحينه، وصولاً إلى بيوت الناس القرويّة وخروجهم في فصل الربيع لقطف الأعشاب البريّة. أما المشهد القريب والواقعي فيتجسّد في ثمار الجنوب من صنوبر وعنب ورمّان وإبريق الجدّة...
يبرز المشهد علاقة أحمد بالطبيعة والأرض التي كان يرويها منذ صغره، وما زال إلى اليوم. يقول: «لم أشاهد وادي الحجير إلا أثناء التحرير في عام 2000»، ويشعر بأسى لاختفاء ملامح الوادي مع الأيام بسبب قطع الناس للأشجار من أجل التدفئة، عدا حرق الغابات على يد الاحتلال الاسرائيلي. وعن غياب العنصر الإنساني في لوحاته يبرر أحمد: «الناس في الجنوب يعملون في المدينة أو يهاجرون»، وعليه يدعوهم للعودة إلى الريف والاقتراب أكثر من الطبيعة، «وهذا لا يتعارض مع مفهوم المدنيّة والحداثة»، كما يوضح.
تطغى على اللوحات الألوان المضيئة، وقد يعود ذلك إلى أنّ أغلب زيارات أحمد إلى قريته برج قلاويه في قضاء بنت جبيل، تكون أثناء فصل الربيع.
أما التقنية التي يستخدمها أحمد في لوحاته فهي التلوين المائي، وقد درس هذا الموضوع في الجامعة. وبرأيه «هذه التقنية تعطي اللوحة عفويّتها وبساطتها، وتحفظ اللحظة التي رسمت فيها». ويرى أن التلوين المائي هو الأفضل لرسم المناظر الطبيعيّة والمشاهد التي تحتوي على الكثير من الألوان. لا ينسى أحمد الحديث عن المعاناة مع هذه التقنية التي تحتاج إلى دقّة بسبب عدم القدرة على إصلاح «الخطأ» الذي يطرأ.
لا تتوقّف أفكار أحمد عند تجسيد الجنوب بالرسم، فالمدينة وأبنيتها تلوح في الأفق، وخصوصاً أنّ اختصاصه الجامعي سيلزمه الابتعاد قليلاً عن الطبيعة. فهل يستطيع تطبيق ما نظّر له؟ سؤال يجيب عنه أحمد. يذكر أنّ المعرض كان من تنظيم النادي العلماني ومساعدة قسم الهندسة المعماريّة.

Script executed in 0.19540596008301