أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

اشتباكات عائلية عنيفة في صيدا

السبت 14 آذار , 2009 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,468 زائر

اشتباكات عائلية عنيفة في صيدا


«لعلع الرصاص» بين منتصف الليل وفجر امس في صيدا القديمة، بشكل لم يسبق له مثيل على الإطلاق منذ عودة الشرعية اللبنانية الى عاصمة الجنوب. وتحول إطلاق النار الى اشتباكات متبادلة اتخذت طابع الكر والفر والهجمات المتقابلة والمتبادلة، لنحو ثلاثة أرباع الساعة بشكل متواصل. واستمر بعد ذلك متقطعا مما أثار الهلع والذعر والخوف الشديد لدى الأهالي والمقيمين في المدينة القديمة، الذين حوصروا داخل بيوتهم فأطلقوا نداءات متكررة لوقف إطلاق النار، الذي أرّق مضاجع الفعاليات الصيداوية من دون استثناء، وأرخى بظلاله الثقيلة على الوضع العام برمته، في المدينة المقبلة على واقع انتخابي لا تحسد عليه، في حال استمرار التباين والتجاذب سيد الموقف فيها.
وأشارت مصادر أمنية لـ«السفير» الى أن هذه الاشتباكات وقعت بين «مجموعات» تنتمي الى المدينة القديمة، بين أفرادها ثارات شخصية وعائلية وإطلاق نار فردي.
بدأت الاشتباكات في عدد من حارات المدينة القديمة وزاريبها دفعة واحدة، من بينها حارة عودة وفرن الساحة وبقية الأحياء المجاورة. وشوهد مسلحون ينتشرون في الأحياء على شكل مجموعات ويتخذون مواقع قتالية. وترافق ذلك مع دوي انفجار قرب البوابة الفوقا مدخل صيدا القديمة من جهة القلعة البرية، تبين انه ناتج من إطلاق قنبلة صوتية.
وفيما لم تسفر الاشتباكات عن اية إصابات، اتخذ الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وضعا قتاليا، بعدما عززا وجودهما بالعناصر والعتاد حول المدينة القديمة، التي أُقفل كل منافذها بالحواجز العسكرية والآليات. وعلم أن مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور، تلقى اتصالات هاتفية من فعاليات المدينة، وأجرى بدوره اتصالات مماثلة شملت كلاً من: الوزيرة بهية الحريري، النائب الدكتور أسامة سعد، الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية، الذين استنكروا هذه الاعمال وطالبوا قيادة الجيش حزم الامر ووضع حد لما يجري.
وعلمت «السفير» أن الجيش اللبناني بدأ عند الساعة الرابعة فجر امس، أوسع عملية دهم وملاحقة لمطلقي النار داخل صيدا القديمة، تؤازره عناصر من قوى الأمن الداخلي. وان قيادة الجيش أبلغت الجميع في صيدا أن هذا الوضع يجب أن ينتهي في المدينة القديمة، وأنها لن تسمح بعد الآن بوجود أي غطاء سياسي يوفر حماية لأي مطلوب أو مشتبه فيه، وان التوقيفات ستطال الجميع من دون استثناء. وقام صباح امس قائد منطقة الجنوب الإقليمية العقيد منذر الأيوبي بجولة داخل المدينة القديمة وأسواقها الداخلية، وأعطى توجيهاته لعناصر قوى الامن الداخلي بضرورة التعامل مع المخلين بالامن بما يلزم وعدم التساهل مطلقا معهم.
وأشارت مصادر أمنية الى ان عمليات الدهم التي قام بها الجيش اللبناني، أسفرت حتى الساعة الثالثة من عصر امس، عن توقيف ستة مطلوبين، ثلاثة من آل الرفاعي وثلاثة من آل الجنزوري، فيما تمكن شخصان من آل بظاظو وآخر يدعى م. ص. من الفرار الى مخيم المية ومية، فأجرت قيادة الجيش اتصالات باللجنة الشعبية وبفعاليات المخيم من أجل تسليمهما فورا.
وأكدت الوزيرة الحريري «ان عاصمة الجنوب ترفض محاولات العبث بأمنها واستقرارها، وان ما جرى من ترويع لأهلها الآمنين الطيبين وإثارة الرعب والخوف في نفوسهم، من قبل حفنة من مفتعلي المشاكل، هو أمر غير مقبول ولا يجوز السكوت عليه». وأعربت «عن ثقتها بالقوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وبسهرها على الأمن والاستقرار في المدينة، مطالبة إياها بوضع حد لهذه الإشكالات عبر ملاحقة مفتعليها وتوقيفهم».
وأجرت الحريري اتصالات لهذه الغاية بكل من محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق، والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي عوني رمضان، ومدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد علي شحرور، وقائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العقيد منذر الأيوبي.

Script executed in 0.16875004768372