يزخر الإنترنت بتقاريرٍ وتحليلات حول أكثر المطالب شهرة في قوائم الأمنيات، وقائمة الأمنيات هي الأشياء التي نود أن نفعلها قبل الموت، حينما يبدو وشيكاً.
وتميل القوائم إلى أن تضم الأشياء الواضحة (كأن تتمنى أمنية أن تُترك تلك الدلافين وشأنها)، لكن لن يكون الأمر كذلك إذا ما كنَّا نتحدث عن آني، المرأة الدنماركية البالغة من العمر 99 عاماً، وتعاني مشكلةً في بصرها، وكان سيطلق عليها لقب "الحاجَّة" لو كانت في المنطقة العربية.
بحسب بوست حظي بآلاف اللايكات والمشاركات على موقع فيسبوك، طلبت آني، التي لم يُكشَف عن لقب عائلتها، من الشرطة إلقاء القبض عليها والزَّج بها داخل إحدى الزنزانات. وتُظهِر صور نشرتها الشرطة في مدينة نيميغن الهولندية، وهي مدينة تقع بالقرب من الحدود الهولندية الألمانية، آني مبتهجة، بينما يُقيِّدها الضُبَّاط أثناء جلوسها خلف زجاج مُقوَّى، وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
وقالت قائدة الشرطة في بلدة نيميغن زويد، كارلين بالمان، إنَّ أحد الضُّبَّاط أقلَّ آني في سيارة الشرطة الخاصة به كمفاجأةٍ لها بعدما نشرت ابنة أخيها أمنيتها. وتقول كارلين: "أوضحت آني أنَّها كانت فتاة جيدة للغاية دوماً، وأنَّها رغبت في أن تخوض غِمار تلك التجربة". وأفلت معصماها النحيلان بعد ذلك من الأصفاد. وأضافت الضابطة: "ضحكنا جميعاً على ذلك كثيراً".
لكن، مهلاً، أخبار عاجلة: ليست آني هي أكبر سيدة تقوم بطلبٍ مماثل. ففي العام السابق فقط، 2016، قُيدَت إيدي سيمز، السيدة البالغة من العمر 102 عام من ولاية ميسوري الأميركية، وزُجَّ بها (أو بالأحرى سِيقَت بلطفٍ) في مؤخرة إحدى سيارات الشرطة قبل اصطحابها إلى فعاليةٍ في بيت تقاعدها، تحقيقاً للحلم الموجود في قائمة أمنياتها.
الشرطة تحقق الأماني
ويبدو أنَّ ضُبَّاط الشرطة الأميركيين صاروا يمثلون خياراتٍ مرغوبة لمن يضعون قوائم أمنياتهم.
ففي يناير/كانون الثاني، حقَّقت فتاة مراهقة مُصابة بسرطان الدم المُميت من ولاية أوهايو الأميركية أمنيتها بإطلاق النار على شخصٍ ما باستخدام المسدس الصاعق. وأطلقت أليسا إلكينز الخراطيش الكهربائية في ظهر الرقيب دوغ بلاين من إدارة شرطة نيويورك. وقالت، بينما سقط الضابط نتيجة التواء جسمه نتيجة الصعق: "لا أحب إلحاق الأذى بالناس، ولم أكن أعرف أنَّ ذلك سيكون بهذا الألم"، ثم أطلقت بعد ذلك الخراطيش الصاعِقة على عمها قبل أن تنتهي من ذلك الأمر.
وبعد عشر سنوات من إلهام فيلم Bucket List، أو قائمة الأمنيات، الذي لا يُعَد فيلماً جيداً للغاية، بهذه الظاهرة الثقافية، سيطرت قوائم الأمنيات على الناس لدرجة أنَّهم يضعونها الآن لحيواناتهم الأليفة.
فعندما شخَّص الطبيب البيطري إصابة آنغوس، وهو كلبٌ من نوع جبل البرنيز، بالسرطان عام 2015، وضع مالكاه داون وألان بيرس قائمةً بنشاطاته الأخيرة في الحياة. وشملت هذه النشاطات: اللعب في الثلج، وقد تحقَّقت في مركز تزلُّج داخلي بالقرب من بيت الكلب خارج مدينة غلاسكو الاسكتلندية، والسباحة في بحيرة لوموند، وشرب نصف لتر من الجعة، وعشاءً خفيفاً من السمك.
لكنَّ المتقاعدين لديهم أفضل الأفكار. فقد أراد والتر توماس، وهو رجلٌ يبلغ من العُمر 91 عاماً يعيش في إحدى ضواحي شيكاغو، أن يعرف كيف سيكون شعور تحطيم سيارة لبوابة مرآبه لدى خروجها منه. لذا قام بالأمر. وقال للصحفيين: "ضغطت على دوَّاسة الوقود، وأصدرت الإطارات أصواتاً عالية، ثُمَّ حدث الاصطدام! اخترقنا البوابة. لا أعرف ماذا كان بإمكاني أن أفعل للقيام بالأمر على أفضل نحو. أصبحتُ عاجزاً عن أن أفعل أي شيءٍ على أفضل وجه؛ أنا أحاول فقط الاستمتاع بحياتي".
هافيغنتون بوست