احيت حركة امل ذكرى السنوية لشهداء القادة محمد سعد وخليل جرادي واخوانهما باحتفال سياسي حاشد في بلدة معركة غصت بالحشود الساحات والطرقات وتقدم الحضور وزير المالية الاستاذ علي حسن خليل ،رئيس المكتب السياسي جميل حايك والنواب السادة :ايوب حميد،علي بزي ،علي خريس ،عبد المجيد صالح ،هاني قبيسي،مدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان ،المطران نبيل الحاج،المفتى القاضي الشيخ حسن عبدالله،ممثل الوزير علي قانصو ،مسؤول حركة امل في اقليم جبل عامل المهندس علي اسماعيل ،العقيد حسين عسيران ،نائب القائد العام لكشافة الرسالة الاسلامية الحاج حسين عجمي،مسؤول اقليم بيروت المهندس علي بردي ،مسؤول اقليم الجنوب باسم لمع،نائب رئيس الاتحاد العمالي العام حسن فقيه،وفد من ظباط الجيش اللبناني العميد علي الحاج،المقدم همام ،المقدم محمد هاشم،العقيد عادل غدار،قائد سرية صور العقيد عبدو خليل على راس وفد من الفصائل،اعضاء المكتب السياسي عاطف عون،رحمة الحاج ،مريم قنديل ،محمد غزال،الشيخ حسن فرحات،حسن ملك
اعضاء الهيئة التنفذية: طلال حاطوم،حسين قرياني ،رباب عون،مصطفي حمدان،حسن لقيس،سامي علوية،ممثل حركة امل في ايران عادل عون، وفد من الاخوة في حزب الله ،وفد من جمعية المشاريع الخيرية ،وفد من الهيئة الاسلامية الفلسطينية ،وفد من مجلس علماء فلسطين ،حشد من علماء الدين وفود من الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية،روؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية وتربوية ونقابية
بعد تلاوة ايات من القرأن الكريم و بعده عزفت الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية النشيدين اللبناني ونشيد حركة امل وبعد تعريف من مسؤول المنطقة الرابعة الحاج حسين معني قدم كورال ثانوية الشهيد محمد سعد نشيد عن الشهداء القادة
وكانت كلمة حركة امل القاه عضوالمكتب السياسي سعادة النائب الدكتور ايوب حميد جاء فيه:من مدرسة الامام موسى الصدر المنبثقة من كربلاء ، تخرج الشهداء محمد سعد وخليل جرادي وحيدر خليل وأخوانهم الشداء الرساليين ، تعلمو ان المقاومة نهج وخيار وأن اسرائيل شر مطلق ، لا تواجه الا بالخير المطلق وهو المقاومة . ولأنهم تعلموا ان يستشرفوا الأخطار الداهمة على لبنان ، وعلى فلسطين ، وعلى الأمة العربية والإسلامية ، بل على الإنسانية جمعاء ، فكان شهداء عين البنية ، وتلال شلعبون والطيبة ورب ثلاثين وكل مواقع المواجهات المبكرة مع العدو الإسرائيلي وعملائه، وحفظوا وصية الشهداء أن كونوا مؤمنين حسينيين . وتابعت مواكب الأبطال والشهداء مسيرة المقاومة الى ان كان الإنتصار الكبير والتحرير واندحار العدو الإسرائيلي عام 2000 .
لقد أثبتت الأيام صوابية هذا الإختيار وهذا النهج وباء المراهنون على التسويات الزائفة والمصالحات البائسة بخسران مبين . لقد وضح ان المقاومة ليست عملا انتحاريا ، ولا يأسا من الحياة ، بل المقاومة في أهدافها ، كما تحرير الأرض ، تحرير الإنسان أيضا ، والوقوف الى جانبه في مسار التغيير نحو الأفضل في كل جوانب الحياة ، كما هو ميثاق حركة أمل ، وثوابتها وهي حركة الانسان نحو الأفضل . من هنا فإن اخوة الشهداء في أفواج المقاومة اللبنانية أمل ، يحملون أمانة الشهداء في السعي الى تطوير واقعنا اللبناني ، والسير بنظامه السياسي والإجتماعي والإنمائي والإقتصادي وقبل كل ذلك أن يتابعوا رصد حراك العدو الإسرائيلي ومحاولاته البائسة في النيل من صمود لبنان ومقاوميه ، والعمل للثأر من هزائمه واندحاره دون ان يستطيع تحقيق انجاز سياسي واحد جراء عدوانه واحتلاله ، كما استطاع هذا العدو من قبل أن يحقق ، وللأسف ، على مستوى عدة ومع أقطار عربية عديدة اتفاقيات ذل وعار ، ولا تزال تلك الإتفاقيات ، وللأسف تكبل هذا الواقع العربي الى أمد طويل .
يحمل راية المقاومين وقضيتهم على رأس هذه المسيرة دولة الرئيس نبيه بري . ومن المفيد أن نذكّر لمن خانتهم الذاكرة ، مسيرة هذا القائد على مستوى الوطن والأمة ، ودوره المميز في حفظ لبنان والأمة وسعيه للم شمل العرب وتصحيح بوصلة الصراع مع العدو الإسرائيلي . ومن المفيد أن نذكر بكل المواقف الداعية الى الحوار والتلاقي ورسم خط بيان لمسيرة لبنان ، وللعهد السياسي الحاضر حتى لا نبقى في المراوحة القاتلة ، سواء أكان في السياسة أم الإستقرار الداخلي ، ويثبت واقع الحال صوابية الرؤى والمواقف تلك التي لا تزال فرصة سانحة للوصول الى توافق وطني حول الأمور العالقة وهي كثيرة . لبنان اليوم الذي يقف على مفترق طريق في ظل هذا الواقع العربي المزري ، لبنان الشهداء ، ولبنان الكرامة والعزة ، يتطلع اليوم الى بداية خلاص من مآزقه . ويتطلع ابنائه إلى بارقة أمل لتغيير الواقع المظلم ، يتطلعون إلى حكومة عمل وانتاج ، يرفضون المراوحة القاتلة ، يحملونها آلامهم كما آمالهم وأوجاعهم ، أما لهذا لليل من آخر . لقد صبروا على شغور موقع الرئاسة الأولى وصبروا على شل عمل المجلس النيابي ، وصبروا على ترنح الحكومة وعجزها ، وحملّتهم الأماني الطيبة بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة وطنية وعودة الروح للعمل الى المجلس النيابي تشريعا ومراقبة ومحاسبة ، حملتهم تلك الأماني ان يشهدو انتاجية حقيقية في كل النواحي والموضوعات التي كانت مؤجلة أو معلقة أو تعصف التجاذبات السياسية والكيديات السياسية من كل صوب وحدب ، هم ينتظرون ان تفرغ الحكومة من اقرار الموازنة متضمنةً سلسلة الرتب والرواتب التي طال انتظارها ، كما يتنظرون ان ترسو الحكومة وهو واجبها ، على انجاز قانون انتخابي عصري ، يلامس طموحات الناشئة والأجيال الشابة ، وان يتحقق حلم وصول لإنسان الى مواطنة حقيقية ، وأن يكون قادرا على الإسهام في تطوير وطنه ، ويؤمن مستقبل الاجيال القامة ، في وطن ارتضوه وطنا نهائيا ، وذلك لن يكون دون اعتماد النسبية الحقيقية على مستوى الوطن بأسره او بحد أدنى على اساس الدوائر الكبرى والموسعة ، لنحفظ طريق الخلاص من الطائفية والمذهبية الضيقة ، وليتوحد أبناء الأرض في سهرهم على منعة الوطن ومنع شرذمته وتفتيته .
يتطلعون إلى انصاف المرأة التي هي نصف المجتمع واشراكها في الحياة العامة وتمثيلها من خلال نصوص ملزمة في قانون الانتخاب العتيد . هم لا يرضون بالابقاء على قانون الستين الذي عفى عليه الزمن ولا يرضون بتمديد ولاية جديدة للمجلس النيابي الحالي واولا واخيرا يرفضون الفراغ في المؤسسة التشريعية الأم ، لانه ذلك يُهدَدُ النظام البرلماني و لا ينفع حينها موقع رئاسة اولى ولا موقع رئاسة ثالثة .
هم يتطلعون الى رفد الإدارة اللبنانية والمؤسات العامة ، بدم جديد يفعل عملها ، ويقوم بالخدمة الأفضل للناس . هم يتطلعون الى مكافحة الفساد المستشري كما يتطلعون الى أن تكون الدولة دولة الرعاية ، لا دولة الجباية والضرائب .
هم يتطلعون لكي يرو النور يعود ليطمس ليلهم المطمس الطويل ، كما يأملون أن تصل المياه النظيفة الى منازلهم . هم باتو يحلمون بأن لا تتكدس النفايات في الأزقة ولا في الشوارع والمساكن ، كما ينظرون الى تخفيض أكلاف المعيشة والطبابة والتعلم ، هم يتطلعون الى عودة أبنائهم من المغتربات التي هاجروا اليها قصرا ، ليهنأوا بحضورهم ولكي يستفيد الوطن من خبراتهم ومعارفهم .
هم يتطلعون الى تأمين فرص الحياة الكريمة في العمل والمسكن والمعاش . هم يتطلعون الى درع الوطن وحامي الحدود والمؤتمن على الإنتظام العام ، جيشهم وقواهم العسكرية الأخرى الى جانب الصامدين الصابرين من ابناء الأرض ومقاوميها ، ان يكون لهم قوة عسكرية يعززها الإحتضان الوطني ، ترفد بالإمكانيات المادية ، عديدا وعدة لتجبه الإرهاب التكفيري كما ارهاب الدولة الصهيونية .
ارواح الشهداء وتضحياتهم تسائل أهل العرب أين الأماني في الوحدة وأين صهيل خيول العزة والركب الى فلسطين ، أين الثروات وكيف تنفقونها وتبددونها وهل باحترابكم خير الأمة ، أم ضياع مقدراتكم وذهاب ريحكم ، بأسكم بينكم وعدوكم فرح جزل ، يذّكي نيران العدواة والفتنة بينكم ، يحرض الأخ على أخيه ، ويستولد لكم أعداء وهميين ، بل بتم لا تخجلون بالمصافحة والمصالحة وتبادل العناق والقبل وتعقدو لقاءات التآمر ، على من تبقى من الأصدقاء والأوفياء .
شعداؤنا يتسألون أين انساننا والتضحية في سبيله وفي سبيل كرامته وعزته وهو بات من دون مأوى ولا دار ، تبتلعه بحار العالم وترمي به على شطآنها ، ومن كتب له النجاة بات يتسكع ويتسول في أزقة المدن والعواصم طلبا للقمة عيش أو جدار يستر وجعه أو يقيه من برد .
أرواح الشهداء ، التي عشقت فلسطين وقدسها وترابها ، تتطلع الى وحدة أبناء فلسطين ومجاهديها ، وترفض اقتتالهم على بوابة الجنوب ، وتأمل أن يدخّروا قوتهم لمتابعة التحرير ومواجهة المحتل الذي يدأب على تهويد ما تبقى من فلسطين والذي يسعى الى مزيد من الإستيطان وتشريد من تبقى من أهل الأرض وتسفيرهم ، تمهيدا للقضاء على القضية وحذفها من الذاكرة ومن التاريخ . كما يستقوي بالإدارات الأميركية المتعاقبة وتحالفها مع ردة العرب ، والإدارة الجديدة ، لن تكون أسواء حال ممن سبق من الإدارات الأميركية ، فالنهج واحد ، يتسابقون ليعطوا هذا العدو ما لم من قبل من امكانيات ومن احتضان ومن دعم ومن سلاح ومن عتاد .
فلنراهن على هذه البقية الباقية في وجدان هذه الأمة ، في شعوبها ، لنجبه هذه الغطرسة الصهيونية وهذا العدوان الصهيوني ، وأن لا نستكين لكل من يحاول أن يطوّع وأن يجعلها ترضى ان تكون متواضعة في قدراتها وامكانياتها ، وان تستكين لقوة المستكبرين من الصهاينة والتابعين لهم .
أرواح الشهداء تصرخ بأن نميز بين يقف الى جانب حقنا في الحياة والكرامة ، ومع يقف الى جانب فلسطين واهلها. وبين هؤلاء اللاهثين الى اقامة أحلاف مع هذا العدو المتغطرس.
أيها الأحبة في ذكرى شهدائنا وقادتنا ، تقف اجلالا واحتراما لهذه القامات الشامخة التي أعطت اهذه الأمة عوتها وكرامتها وكبرياءها . أيها الشهداء منكم نقتبس ونتعلم ، من عوائلكم الكريمة التي أعطت ولم تبخل ، منها جميعا نستمد مزيدا من المضي على هذا الدرب وعلى هذا الطريق ليبقى لبنان وطن كرامة ووطن العزة ووطن التحرر والإباء ، وليكون قادرا على أن يستعيد الموقع الذي يستحقه وليعود مشعا ومشرقا برقي ابناءه وعطائهم وفكرهم وصمودهم ، فهم الخير المطلق في مواجهة الشر المطلق .
زهراء طراد - بنت جبيل .أورغ