مهرجان فريد من نوعه ينظم في مصر، ليس مهرجاناً للرقص أو الموسيقى ولكنه مهرجان للقمامة أو الزبالة باللهجة المصرية!
تنظم”مؤسسة آدم للتنمية الإنسانية” فعاليات مهرجان “الزبالة” للعام الثاني على التوالي في “مخيم آدم الكشفي” بالريف الأوروبي على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، يوم الجمعة، الموافق 10 مارس/آذار 2017، وتستمر فعاليات المهرجان لمدة 30 يوماً، بهدف نشر ثقافة إعادة التدوير واستغلال القمامة في صناعة منتجات جديدة.
المخلفات شرط دخول المهرجان
يقول عماد أنور رئيس مؤسسة آدم للتنمية الإنسانية ومنظم المهرجان لـ”هافينغتون بوست عربي”: إن دخول المهرجان يكون بمشاركة الفرد بعدد 5 عبوات من المياه المعدنية الفارغة أو 5 عبوات من المياه الغازية الفارغة أو 5 كلغ من الورق القديم، وذلك لغرس وتشجيع الحضور على عدم إلقاء المخلفات، وكيفية الاستفادة منها في حال فصلها عن بعضها.
وأضاف أنور، أن داخل المهرجان توجد أكشاك مخصصة لشراء المخلفات التي سوف يحضرها زائرو المهرجان، الذي يقام هذا العام تحت رعاية جهاز شئون البيئة ومديرية التربية والتعليم والكشافة البحرية بمحافظة الجيزة.
نشتري مخلفاتك
في محاولة من مؤسسة آدم لتغيير ثقافة المجتمع، ورفع سقف الوعي لديه بالمخلفات التي لا يحسن استغلالها حتى الآن، لجأت المؤسسة إلى استخدام الحافز المالي، يقول أنور: “إن شراء المخلفات من الزائرين في المهرجان، سوف يدفع إلى عدم إلقائهم لها تطلعاً للمكسب المادي، فضلاً عن نشر ثقافة الفصل من المنبع من قبل ربة المنزل، وأيضاً سوف يكون له أثر جيد على نظافة وحماية البيئة”.
التوعية في قالب ترفيهي
يرى أنور أن الأفكار البسيطة هي الحل الأمثل لأزمة القمامة أو الزبالة في مصر، وذلك لنشر ثقافة إعادة تدوير المخلفات لدى الأسرة المصرية وطلاب المدارس والجامعات من خلال إقامة مهرجان ترفيهي ذي طابع توعوي، من أجل تحفيز الناس على المشاركة، ليس فقط بـ”كشك القمامة” الذي يشتري المخلفات بمقابل مادي من المشاركين في المهرجان، بل من خلال ورش متخصصة عن إعادة تدوير المخلفات، وعرض أزياء صديق للبيئة من ورق الصحف والأكياس البلاستيك، وأيضاً كيفية صناعة مجسمات من المخلفات والتعامل معها على أنها كنز حقيقي يجب ألا نغفل عنه سواء للكبار أو للصغار.
أكبر وعاء في العالم
التنافس من خلال المسابقات هو ما يدفع الناس للاهتمام بالفكرة، ويكتب لها الاستمرارية، هذا ما يراه أنور منظم المهرجان.
لذلك فقد اقترح إقامة عدة مسابقات: الأولى عبارة عن ورشة عمل للزائرين لتدريبهم على كيفية صناعة صندوق من زجاجات المياه، ثم تركهم للمنافسة فيما بينهم لصناعة نموذج مثله.
المسابقة الثانية الفائز فيها هو من أحضر كافة أنواع المخلفات أثناء حضوره للمهرجان.
أما المسابقة الأخيرة فتهدف لمعرفة درجة تعامل الزائرين مع المخلفات، من خلال إلقاء بعض المخلفات في أرجاء المكان المخصص للمهرجان ومتابعة كيفية تعامل الناس معها سواء بجمعها أو تركها دون أي اهتمام.
ويتابع منظم المهرجان قائلاً “وحتى نصل إلى أقصى استفادة من المهرجان قررنا وضع عبوات كبيرة يصل ارتفاعها إلى نحو 6 أمتار في أماكن الكشافة البحرية بالجيزة والمدارس والجامعات في محافظتي القاهرة والإسكندرية، لجمع العبوات الفارغة من المياه المعدنية وعبوات المياه الغازية، وهي سوف تكون أكبر وعاء تم تخصيصه لجمع هذا النوع من المخلفات في العالم” حسبما قال أنور.
ويهدف هذا الوعاء إلى الترويج والتحفيز لفكرة إعادة التدوير في المجتمع، بالإضافة إلى الاحتفال يوم الجمعة من كل أسبوع خلال فترة المهرجان في الكشافة البحرية للإعلان عن ما تم جمعه.
فرص عمل في “زبالة ستور”
أكد أنور، أن 50% من عائدات المهرجان سوف تخصص لتعليم البدو بعض الحرف مثل: “النجارة، السباكة، الحدادة”، ثم توفير فرص عمل مناسبة، وذلك من أجل توفير حياة كريمة لهم.
ويقول أنور: “بعد ملاحظتي مدى تفاعل المجتمع مع الدعوة، وأسباب مشاركتهم فيها، ونسبتهم، وتعاملهم مع الزبالة على أنها مشروع اقتصادي يمكن أن يفيد المجتمع، قررنا افتتاح محلات لجمع المخلفات وشرائها في حي المعادي بالقاهرة ومنطقة بوكلة بالإسكندرية”.
ودعا رئيس مؤسسة آدم للتنمية الإنسانية، كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية للاهتمام بالفكرة، والعمل على نشرها، من أجل خلق جيل جديد يعرف قيمة البيئة ويحافظ عليها من التلوث، ولديه مهارة إعادة تدوير المخلفات.
(هافينغتون بوست عربي)