لو قدّر له المزيد لكان في الطليعةِ، يسرحُ في رحابِ أبياتهِ الشعرية، يزهرُ في مكتباتنا العربية قصائداً تنافس كبار الشعراء. هو الشاعر الراحل حسين علي صعب، لبناني ولد وترعرع في مدينة بنت جبيل. أمضى حياتَهُ في حي "المحيريق" ينظِمُ من الأفكارِ قوافٍ تهز المشاعر.
ولد الشاعر عام 1937 و تلقى علومَه في مدرسة بنت جبيل الرسمية، ثم في الكلية الجعفرية في صور. و عيّن عام 1956 مدرّساً في وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة.
نال إجازةً في اللغة العربية بدرجة جيد جداً.
ثم درّس الأدبَ العربي في ثانوية بنت جبيل الرسمية.
يسرى شامي واحدةٌ من الذين أحبوا أسلوب الشاعر، حتّى أنها لاحقت ما خطّه الراحل و أثمر شغفُها دراسة شاملة لحياتِهِ وكتاباته. ونالت درجةً تقديرية من الجامعةِ اللبنانية.
الشاعر صعب من أوائل الشعراء الذين انفتحوا على الحداثة، فنظم الشعرالعامودي و غير العامودي، محافظاً على البلاغةِ في التعبير، متأثراً بالشاعر بدر شاكر السياب و الشاعرة نازك الملائكة...
كلماتٌ مفعمةٌ بالثورة والحب تعكِسُ تطلعات الشاعر اللبناني الراحل، وهو الذي نظم فلسفتَه أبياتاً تحاكي قضايا الوطن والحياة والموت. وتأثر الشاعرُ في آخرِ سنتن من عمرهِ بالموت حين علم أنه يعاني من مرضٍ عضال، فتوفي وهو شابٌ ثلاثيني، صدق حين رثا نفسَهُ قائلاً:
"أناخ الليل وانطفأت شموعي...ودفءُ القبر في لهفٍ دعاني
هي الدنيا ومن أضحى عليها...سحابٌ عابر الآفاقِ فانِ".
تقرير ومونتاج داليا بوصي - رؤية ومتابعة حسن بيضون - شارك في التصوير اسماعيل جمعة
