رحل أبو عاطف ملقياً عكازه على أعتاب المئة...غادر الحاج محمد علي وهبي المعّمرُ الكبير بصمتٍ، آخذاً معه أجمل العتابا والمواويل ترك صوته وحيداً يرقص في وديان عيناثا وحواكيرها...
صاحبُ الهامةُ العيناثية أفلت معوله والمنجل ترك وجه المصبوغ بالشمس وحده يطبع على صفحة التاريخ...
أبو عاطف رجل خط الزمان على جبينه شرفاً و عزاً وتضحية عايش الحروب اللبنانية ومكث ثلاثة وثلاثون يوماً من حرب تموز تحت القصف والطيران استطاع أن يباغت طيارة "الام كا" ويفر من شباك كاميرتها.
أغلق دفاتر عمره على حب الأرض ..إبن الأرض والتراب التي جبل بعشقها وزيتونها وقمحها عاش ليالٍ ندت جبينه قطرات العرق الجنوبي وصبغته الشمس بلونها الأسمر...أحبّ الحياة وبحث عن رغدها.
لم يكن بين أبو عاطف والأرض سوى حكايا الحقول وأبيات عتابا لم ينفك عن دندتها بصوته المرتجف ... حفظتها بساتين عيناثا وغصون قرى الجنوب المجاورة.
لم يبقى في جعبة أبو عاطف سوى حفنة تراب ردّها فوق جسده ملقياً عصاه رمى يده بعيداً عن تجاعيد خده المتعب مودعاً ثرى بلدته التي عشق وأحب!
زهراء السيد حسن - بنت جبيل.أورغ