حجزوا مآدب الطعام لمئات الضيوف، تناولوا الطعام والشراب، حتى إنهم رقصوا وأطلقوا الألعاب النارية. ولكن، عندما وصلت الحلوى، قادوا سياراتهم وفروا بعيداً في لمح البصر، تاركين وراءهم فواتير غير مدفوعة تصل قيمتها إلى آلاف الدولارات.
وفقاً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن هذه هي تفاصيل الحادث الذي تكرر كثيراً مؤخراً، في المطاعم الموجودة بشمال غربي إسبانيا، ويجري التحقيق فيها من قبل قوات الشرطة التي اعتقلت رجلاً واحداً من رومانيا، إذ تطابقت هويته مع بعض الحجوزات التي تمت، بحسب ما قالته السلطات، أمس الثلاثاء 7 آذار 2017.
وقال أنطونيو رودريغيز، صاحب المطعم الأول الذي قام بتنبيه السلطات، بعد أن وجد العاملون في الفندق الخاص به "كارمن" أنفسهم مع فاتورة غير مدفوعة الأجر، بقيمة 2200 يورو "بعد أن قدمنا لهم الكعكة مباشرة، تركوا المكان دون أي شتائم ودون تصرفات وقحة تجاهنا. فقط، ركبوا سياراتهم وانطلقوا".
وقال رودريغيز إن الحجز الذي تم في السابع والعشرين من شهر شباط 2017، في بلدية بيمبيبر، وهي بلدة تقع في شمال غربي منطقتي كاستيل وليون، كان معداً للاحتفال بتعميد اثنين من الصبيان، مع وجود مقبلات وشرائح لحم الخنزير والحلوى والمشروبات الكحولية بما يكفي 120 ضيفاً. وأضاف أن الكعكة كانت في طريقها إلى الضيوف، عندما فروا في جماعة "مذعورين ومُتدافعين".
آلاف
وبعد تلك الحادثة ببضعة أيام، قامت إحدى المنشآت الأخرى الموجودة في بونفيرادا التي تقع على بُعد 12.5 ميل فقط (ما يوازي 20 كم)، بتقديم الطعام والمشروبات الكحولية في وليمة عُرس تُقدر قيمتها بما يقارب 10,000 يورو، مع نفس النتيجة المحتومة لفندق كارمن.
وقال رودريغيز إن حادثة مُشابهة ظهرت للعيان في منطقة غاليسيا الشمالية، بعد أن أخبر وسائل الإعلام المحلية بقصته. عندما قاربت مأدبة الطعام على الانتهاء، خرج الضيوف لإطلاق الألعاب النارية، بلا عودة.
كان صاحب فندق كارمن قد تلقّى عربوناً مُقَدَّماً قيمته 900 يورو، ولكنه وضع آمالاً ضئيلة للغاية في استعادة الدين المُتَبَقِّي. وقال إنه لم يواجه مثل تلك الحادثة من قبل على الإطلاق، طوال مدة أربعة عقود عملها في ذلك المجال.
وفي حديث له مع وكالة أسوشيتد برس، قال رودريغيز "الأسوأ من ذلك حقاً هو الشعور بالعجز أثناء مشاهدتهم وهُم يفرّون بسياراتهم، بينما لم يكن أمامنا شيء للقيام به، إذ كانوا رجالاً ذوي عضلات، ضِخام البنية".
وقد أكّد متحدث باسم وزارة الداخلية في ليون، وهي المحافظة التي تم الإبلاغ فيها عن الحادثتين الأوليين، إلقاء القبض على أحد المُشتبه بهم يوم الإثنين.
ومن المحتمل أن يكون أحد الرجال الفارين قد غادر البلاد بالفعل، وفقاً لما قاله المتحدث باسم الحرس المدني، بينما تم تحديد هوية المزيد من المُشتبه بهم. ولكن، لن يتم الإفصاح عن المزيد من التفاصيل لتجنب لفت أنظار وانتباه اللصوص".
(هافنغتن بوست)