وكيفما قلبت ناظريك فأنت أمام مشاهد من الروعة والإندهاش: البنايات تتعملق، والفيلات تحتل القسم الأكبر من البلدة يعلوها القرميد الأحمر، الشاهد على الحياة والحركة.
والطرقات تضيق بأكوام من الرمل والحصى والإسمنت وهي جاهزة للعمل وصب السطوح والشرفات، والعمال لبنانيون وغير لبنانيين ينتشرون في ورش العمل وأمام العمارات التي تنطلق من رحم اللأرض نحو السماء.
لم يعد في مدينة التحرير أزقة أو زواريب، فبنت جبيل مدينة جديدة، لكأنها لم تعرف الخراب والتدمير، فكل شيء فيها ينهض من كبوته، ويفيق من غفوته، وأنوارها الساطعة في الليل المهيب تنتشر في الأرجاء، ومحلاتها تغص بالزبائن، وأفرانها أصبحت عاجزة عن تقديم (المنقوشة) لكل من يريد بسبب الإزدحام وشدة الطلب عليها.
وملعب رياضي يشعشع بالأنوار ليلاً، ومنه تعلو الأصوات إلى ما يقارب ساعات الفجر، وإلى جانبه مشروع مؤسسات للشؤون الإجتماعية ودور الحضانة.
ومستشفى حكومي ضخم وهوفي طور النهوض واستقبال المرضى ليصبح جاهزا للعناية والإستشقاء. وفي المقابل مستشفى الشهيد صلاح غندور الدي يستقبل مرضاه ومن كل أنحاء المنطقة المحيطه به.
هذا غيض من فيض، لأن النهضة في بنت جبيل في تواعد مع الحياة وازدهار متواصل. وبنت جبيل المدينة العريقة التي نهضت من بين ركام التدمير والتخريب وانتفضت إلى حيث الإعمار والإزدهار لا بد أنها ستغدو مدينة الجمال ومقصداً لكل سائح وزائر ولكل ثائر على حياة الشقاء والإرهاق.