أدرجت إدارة جامعة "فولكسهوخ شوله" في مدينة ريكلينغ الألمانية، دروس اللغة العربية ضمن قائمة اللغات الأجنبية التي تدرسها، بعدما لاحظت اهتمام الألمان بتعلم لغة الضاد، حسبما أفاد موقع "دوتشيه فيليه" الألماني.
وأنيطت مهمة إعطاء الدروس الأولية في اللغة العربية إلى الأستاذة الألمانية من أصل سوري، هيما دقاق، فشهدت هذه التجربة الأولية إقبالا كبيرا من مختلف الفئات العمرية.
ومن بين دوافع الألمان لتعلم اللغة العربية متطلبات العمل، كما أن هناك الكثير من الألمان بحاجة إلى مبادئ أولية في لغة الضاد، لمساعدة اللاجئين الناطقين بالعربية والتواصل معهم.
واعتاد الكثير من الألمان على سماع اللغة العربية في شوارعهم والأماكن العامة بعد قدوم اللاجئين إلى بلادهم، ما حفز بعضهم لخوض غمار تحدي تعلمها، لتفادي سوء الفهم الذي يمكن أن يحدث بين اللاجئين العرب والسكان الألمان.
ويشمل برنامج تعلم لغة الضاد دروسا للتعرف على الحروف الأبجدية وطرق كتابتها المختلفة ولفظها، بالإضافة إلى طريقة إلقاء التحية والوداع، وعن ذلك تقول هيما دقاق "بعضهم قام بتطبيق ذلك في العمل، وهو ما لاقى ترحيبا عاليا، فإحدى المشاركات كانت معلمة وقامت بإلقاء التحية على الطلاب اللاجئين بالعربية، وكان لذلك تأثير إيجابي عليهم".
"أنا اسمي يانينا، وأنا أحب التبولة".. هكذا نطقت الشابة الألمانية يانينا جملتها الأولى باللغة العربية، إذ إنها كانت من بين المتطوعات اللواتي يعملن على مساعدة اللاجئين السوريين في كولونيا، وهو ما جعلها متمحسة لتعلم لغة الضاد.
وانكب اهتمام بعض الراغبين في تعلم العربية على محاولة فهم بعض عادات وتقاليد القادمين اللاجئين العرب، لتجاوز سوء الفهم الذي جدث بين الطرفين، إذا واجها مواقف من هذا القبيل؛ مثل رفض بعض النساء مصافحة الرجال باليد. وفي هذا الصدد تضيف هيما: "بعض الأمور تكون أحيانا مسلمات في مجتمع معين، وتكون غير مفهومة في مجتمع آخر، والسبب هو اختلاف طريقة العيش والتعامل مع الآخرين".
وتفاجأ الألمان كثيرا من التسميات المختلفة لأشخاص من عائلة واحدة، لكن هيما حاولت توضيح ذلك. وتضيف بالقول: "بعدما تعلموا لفظ الحروف ورأوا أن الحروف العربية يمكن أن تلفظ بطرق مختلفة، أدركوا سبب اختلاف كتابة الأسامي في العائلة الواحدة، فالأسماء تسجل بالعربية وعند كتابتها بالأحرف اللاتينية يختلف الأمر، فبعضهم يكتبه اسمه بأسلوب إنكليزي وبعضهم بأسلوب فرنسي".
(عربي 21)