رحلت اقحوانة كفررمان في عمر الورد...
استسلمت لذاك المرض الخبيث، الذي هزم احلامها الوردية....
زهراء محمد بصار ابنة العشرين ربيعا، الطالبة في قسم التربية الحضانية، رحلت في ليلة عيد الام، في فجر ولادة الربيع، هذا الربيع الذي سرقها من خطيبها، من امها وابيها ورفاق الطفولة.
شهر امضته زهراء داخل جدران غرفة المستشفى تتصارع مع السرطان اللمفوي،
تارة تهزم...
وتارة يتغلب عليها.....لم تشفع لها تلك العينان الخضروان بكسره، او قتله، ولا حتى براءة وجهها الطفولي الذي يشع نور القمر منه، كان اقوى من كل شيئ، حتى من دعائها وصلواتها، فالصراع مع الخبيث السرطان كان ربما يحتاج الى قوة اكبر، وعدم الاستسلام...
... لماذا استسلمتِ له بسهولة...
لم يكتمل فجر عيد الام الا وكانت روح زهراء تحلق في السماء، رحلت اقحوانة كفررمان تلك الزهرة الصغيرة التي فاحت رائحة نداها الربيعي في كل مكان، تاركة غصة وحرقة، ودعاء بين اضلع السماء
وداعاً زهراء، يا وردة الربيع التي ذبلت قبل الربيع نفسه.
رنا جوني