هو صاحب الكلمة ورجل المواقف في زمن ندرت به الجرأة وقلت به الشجاعة . أمثاله قلة ولكنها قلة بحجم أمة ،إمام مسجد القدس في صيدا ، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ، مؤسس قسم رابطة طلاب المسلمين ، له دور بارز في إخماد الكثير من الفتن المتعددة ، هو فضيلة الشيخ ماهر حمود والذي كان لنا شرف اللقاء مع سماحته حيث كان موضوع حوارنا حول الوضع اللبناني الداخلي " قانون الانتخاب ، الضرائب ، أزمة النفايات ، لعبة السياسة والمحسوبيات ، وضع مدينة صيدا الامني ، والمشهد السياسي في المنطقة " والرؤية المشهدية المستقبلية للبنان والمنطقة ..
بداية وبشكل عام أنا أدعو دائما الى التفاؤل ، لكن الوضع في لبنان للأسف حسب ما نراه لا يزال يذهب بالاتجاه الأسوأ ، حيث البطالة وعدم توفر فرص العمل لنسبة مرتفعة جدا من فئة الشباب المتعلم ذوي الكفاءات في جميع المجالات المختلفة مما يدفع بشبابنا للهجرة ، اللهم إلا من كانت لديه (واسطة) ، بالإضافة إلى الأزمة المالية عند الجميع حيث أن انخفاض سعر البترول عالميا يعود على الجميع في المنطقة ، لأن كل القوى السياسية الفاعلة في لبنان تقريبا تنفق من فائض ثروة النفط سواء اتى المال من الخليج او من أماكن اخرى ، فانخفاض سعر النفط مما لا شك فيه اثر على الاقتصاد ، واثر على عدد الوظائف وعلى مستقبل الخريجين ، وأمور كثيرة ، الوضع ليس سهلا ، للأسف لا تزال الهجرة هي الباب الرئيسي للعمل ، حتى هذا الباب ليس مأمونا بشكل دائم .
للأسف الذي أراه ان هناك شبه اتفاق بين قوى كثيرة على عدم إعطاء الرئيس ميشال عون فرصة إصلاح حقيقية حتى لا يثبت الإتجاه السياسي في لبنان ، وأتصور : من هنا تأتي عرقلة وعدم القبول بأي قانون انتخاب ، موضوع النفايات الذي يرواح مكانه ، وأيضا موضوع الضرائب ، برأيي ان هناك من يعرقل الوصول الى شيء ما ، لست مقتنعا ان سبب هؤلاء ،الذين يرفضون كل الإقتراحات والقوانين الإنتخابية، هو سبب مرجعي او رأي سياسي ، اظن ان الهدف هو العرقلة .
تابع فضيلته
بالنسبة لمدينة صيدا والوضع الامني أتصور أنه مستقر ، موضوع المخيم صحيح انه مؤثر ويتأثر بصيدا والمحيط ، كما انه يتأثر بالوضع الاقليمي ، حيث ان بعض الجماعات التي ظهرت لها علاقة بما يحصل في سوريا والعراق ، ومرتبطون بداعش والنصرة بشكل او بآخر ، لكن لعل ، وقلنا سابقا ، الحديث عن توتر في صيدا مبالغ فيه خاصة عندما يتحدثون عن قطع طريق الجنوب ، فذلك الكلام لا يستحق كثيرا الاهتمام به ، فإطلاق الرصاص وصل إلينا ، لكن هذا لا يعني انه قطع طريقاً ، او انه مقصود بذاته ، وضع المخيم لا شك ان فيه مبالغة ، لا اتصور ، حتى لو اخذ المدى البعيد الذي يمكن ان يأخذه البعض ، ان يؤثر على صيدا من جهة ، ولا اظن ، وهذا قلناه في اكثر من مناسبة ، ان هناك خطة جاهزة ليتحول الى يرموك اخر او نهر بارد اخر ، القضية ليست كذلك .. تتبُعنا للموضوع ، يشعرنا بان الموضوع محلي وسخيف بأبعاده ، وبشيء من الحكمة من قبل الموجودين نستطيع ان نقطع الطريق على اي تطور سيء .
ثم اضاف فضيلته
بالنسبة لصيدا حتى الآن الخريطة السياسية ، ورغم الصدمات التي تعرض لها تيار المستقبل ، والانهيار المالي ل أوجيه ، وإعلان الإفلاس الرسمي ، ورغم ان هناك مئات او عشرات المئات لا ادري العدد تقريبا ، عدد كبير من ابناء صيدا يعملون في السعودية أنهيت خدماتهم ، وهذا امر مؤسف ، لانه اصلا الزعامة السياسية لآل الحريري اتت اصلا من المال ، والخدمات المالية ، والمساعدات ، والمنح الى اخره ، الان هم عاجزون عن ذلك تماما ومع ذلك ، نعم ليس هناك من يملأ الفراغ الذي يمكن ان تتركه الحريرية ، حتى الان لا زالوا يشكلون بالنسبة لصيدا ما يقارب الثلثين من الاصوات ، او اقل بقليل ، فيما التنظيم الشعبي كتنظيم وكإتجاه عام ، لا نستطيع ان نقول هو الثلث الباقي ، بل هو مجموع القوى المتحالفة مع المقاومة
ليس هناك من تغيير جذري ، ولكن طبعا اذا تغير القانون قانون الانتخاب يتغير جذرياً ، لنفترض ان صيدا مع جزين والزهراني دائرة واحدة ، عندها يصبح التغيير ، وقتها يمكن قراءة الموقف من الانتخابات
ثم اسهب الشيخ ماهر
لا شك ان المنطقة تعيش في حالة ضبابية غير قابلة للقراءة الدقيقة ، اذا جاز التعبير ، نحن نتحدث خاصة عن السنوات الست الاخيرة ، التي ظهرت فيها الظاهرة التكفيرية ، وتم دعمها دوليا بكافة انواع الدعم المالي والبشري واللوجستي ، واستطاعت ان تحدث هذه الفوضى ، وهذا الضجيج في المنطقة ككل ، خاصة في سوريا والعراق وليبيا ، وايضا في مصر الى حد ما ، فضلا عن الحرب على اليمن التي هي جزء من هذا المشهد ، الواقع كان من الصعب عندما انطلقت هذه الفوضى التي سميت بالربيع العربي ، كان من الصعب ان يتنبأ الانسان بنتيجة هذا الامر ، لكن والحمد لله نحن وقتها كنا الى حد كبير مطمئنين ، وعندنا الكثير من المواقف ان هذا لا يمكن ان يقوى ، وتوقعنا ان يصمد. النظام السوري ، خاصة في وجه هذه المؤامرة ، عندما كان الجميع ينتظرون وقوع الدولة السورية بين لحظة واخرى
اليوم المشهد يعتمد على عناصر متعددة منها :
ماذا سيكون الموقف الاميركي الذي تغير بشكل واضح من داعش ، حيث كان الموقف من داعش المادة الرئيسية لحملة ترامب ضد كلينتون ، وكيف سيكون الموقف الروسي من سوريا هل سيذهب حتى النهاية .
هناك عوامل كثيرة على اساسها يفترض ان نرى المستقبل القريب والبعيد ، وهذا امر ليس سهلا ، فدون أدنى شك هو امر دقيق جدا ، فمن اجل ذلك قلنا اذا كنا نريد ان نأخذ الامور أو ان نقرأها من خلال الوقائع السياسية والعسكرية ، فلا تزال الصورة قاتمة ، ولا يزال المستقبل مظلماً
اما اذا اخذنا بعين الاعتبار القدرات المخفية للشعوب العربية والاسلامية ، واخذنا بعين الاعتبار فهمنا للتاريخ الاسلامي وللمستقبل الاسلامي من خلال النصوص الدينية ومن خلال ايضا التجربة التاريخية ، فكل المراهنات على الثورات العربية سقطت ، طبعا نحن نذهب نحو تفاؤل كبير إن شاء الله
وفي كلمة أخيرة وجهها فضيلته لموقعنا موقع بنت جبيل :
لا شك أن الصحافة الإلكترونية ، اخذت موقع الصحافة الورقية ، واستطاعت أن تدخل البيوت واحتلت الأماكن جميعها، باعتبار سهولة الوصول إلى المعلومة ، من خلال الهاتف أو اللوح الزجاجي أو الانترنت ، وما إلى ذلك ولا شك أن هذا التطور سيحدث تغييرا حقيقيا ، في كثير من الامور كما بدأنا نشهد إغلاق كثير من الجرائد والصحف العريقة وأزمات مالية ..
المرجو من هذه الصحافة الإلكترونية ، أن تكون جديرة بهذا الموضوع ، لا شك اننا سمعنا عن موقع بنت جبيل وكان رائدا في لحظته ، ولا يزال مميزا في الجنوب ، وسباقا إلى كثير من الأخبار كما انه يربط اللبناني المقيم باللبناني المغترب ، خاصة في الجنوب الذي يكثر فيه المغتربون ، نتمنى ان يواكب هذا الموقع كل التطورات التقنية والسياسية ، والاجتماعية لكي يبقى رائدا في مجاله ، ويمكن ان يصبح اسمه علامة للوطن ، لأن البعض يقول ان اسم بنت جبيل اي انه حصر نفسه في منطقة لكن الواقع يقول غير ذلك فإذا استطاع ان يكون سباقا في اخبار الوطن والتحليلات والمقابلات سيكون على مساحة الوطن ، ونحن نأمل ذلك..
موفقون والى الامام بإذن الله.
وفاء بيضون - بنت جبيل .أورغ
