بعد صدور قرارات الحظر الأميركية والبريطانية المتعلقة بمنع حمل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة على متن الرحلات المتجهة إلى أراضيها، قامت شركات خطوط الطيران التي شملها الحظر بدراسة تهدف إلى اتخاذ خطوات عملية من أجل الحد من النقص في أعداد مسافريها جراء هذا القرار.
وفي هذا الشأن، أجرت الخطوط الجوية التركية، التي حققت دخلاً قيمته واحد مليار دولار في سنة واحدة جراء الرحلات الخارجية، دراسة تهدف من خلالها إلى إيجاد سبل أخرى لتسْلية المسافرين على متن رحلاتها. وقد أعلنت خطوط الطيران الإماراتية اعتماد خطوات مماثلة، بحسب ما ذكرت صحيفة "صباح" التركية.
وبحسب تقرير الصحيفة التركية، فإن شركات الطيران تتجه نحو تطوير قسم تسلية المسافرين على متن الطائرات، عن طريق تقديم خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت اللاسلكي بشكل مجاني على متن رحلاتها، بعد أن كان يتم تقديم هذه الخدمة في مقاعد الدرجة الاقتصادية بمقابل مادي للرد على القرار الأميركي الذي شمل 10 مطارات، وتبعه قرار بريطاني مماثل.
أسعار الإنترنت
وفي هذا الشأن، قال مسؤول في الشركة التركية: "يبلغ ثمن الإنترنت اللاسلكي في المقاعد الاقتصادية داخل الطائرة حوالي 9.99 دولار في الساعة الواحدة و14.99 دولار طوال 24 ساعة. ونحن الآن بصدد دراسة إمكانية تقديم هذه الخدمة لجميع المسافرين بشكل مجاني. إن ما يهم في هذه المسألة هو توفير خدمة إنترنت بجودة عالية، وإذا حصل جميع المسافرين على هذه الخدمة وقاموا بالاتصال بالإنترنت بلا انقطاع ودون مشاكل خلال رحلاتهم، فسترتفع أعداد مسافري الخطوط الجوية التركية".
فضلاً عن ذلك، توجد هناك خطة أخرى للخطوط الجوية التركية ضد قرارات الحظر الأميركية والبريطانية، تتمثل في تقديم أجهزة لوحية للمسافرين على متن رحلاتها. والجدير بالذكر أن هذه الأجهزة كانت لا تُقدّم سابقاً سوى لمسافري درجة رجال الأعمال، التي لا تتواجد فيها شاشات عرض شخصية على غرار طائرات "إيرباص إيه 320 وبوينغ 737".
وعلى خلفية التطورات الأخيرة، تخطط إدارة الخطوط التركية لتقديم الأجهزة اللوحية لجميع المسافرين على متن رحلاتها. وبهذا الشكل، سيتمكن جميع المسافرين من القيام بجميع الأعمال التي يرغبون بها باستخدام تلك الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
في المقابل، للمضي قدماً في هذه الخطة، يتوجب أولاً على إدارة الخطوط التركية اجتياز قرارات الحظر الأميركية والبريطانية، ولذلك يُنتظر أن يجري مسؤولو شركة الطيران الاتصالات اللازمة مع الجهات المختصة من أجل النظر في هذا الخصوص.
علاوة على ذلك، ستقوم شركات الطيران التي شملها الحظر كالخُطوط التركية، وخطوط الطيران الإماراتية، التي تأثرت بسبب القرارات البريطانية والأميركية، بخسارة حصتها في قطاع الطيران، بعدما تم تفضيل استخدام طائرات حديثة ذات خدمات مميزة. من جهة أخرى، سيتم تطوير قسم تسلية المسافرين على متن طائراتها، بهدف الحد من تأثير تلك القرارات على مكانتها في قطاع الطيران.
وفي هذا الشأن، ستقوم الخطوط التركية كخطوة أولى بزيادة أعداد الأفلام، والمقاطع الموسيقية، والقنوات التلفزية، وخاصة القنوات الموجهة للأطفال، المتوفرة داخل طائراتها. كما أنها ستقُوم باستحداث ألعاب جديدة على متن رحلاتها بهدف جذب المزيد من المسافرين.
أول تطبيق لخدمة الإنترنت
والجدير بالذكر أن الخطوط الجوية التركية بدأت بتقديم خدمة الإنترنت اللاسلكي للمرة الأولى سنة 2012، وذلك من أجل توفير خط اتصال فعال لجميع المسافرين. وفي مرحلة تجربة تلك الخدمة، تم تقديمها بشكل مجاني لجميع المسافرين، حيث تمكن الجميع من الوصول إلى شبكة الإنترنت عبر الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية. ومن ثم تم تقديم تلك الخدمة لمقاعد الدرجة السياحية على متن الطائرة بشكل مجاني بينما قُدّمت لمقاعد الدرجة الاقتصادية بمقابل مادي.
فضلاً عن ذلك، تعتبر الخطوط الجوية التركية أول شركة طيران في العالم توفر خدمة شاشات "التلفاز المباشرة" خلال الرحلات القارية، إذ قامت بتفعيل تلك الخدمة على متن رحلتها "بوينغ 777-300 إي آر" بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر سنة 2011.
من ناحية أخرى، أفاد وزير النقل التركي، أحمد أرسلان فيما يتعلق بقرارات الحظر الأميركية والبريطانية المتعلقة بحمل الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرة أنه يعتزم تقديم القرار إلى منظمة الطيران المدني الدولي، والتصدي له.
وفي سؤاله عن الغاية الأمنية وراء وضع الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية ضمن الأمتعة وعدم إدخالها إلى الطائرة، أجاب أرسلان أنه يتمنى أن لا يكون هذا القرار موجهاً نحو وضع العراقيل أمام النمو الذي تحققه شركات الطيران التركية".
وتابع قائلاً: "نحن نضع تلك الأهداف نصب أعيننا، وسنتّخذ الخطوات اللازمة المتعلقة بذلك. كما أننا سنُقيّم هذا القرار على الصعيد الأمني، كما خاصة خلال الرحلات التي تحمل مسافرين من خارج تركيا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا. علاوة على ذلك، نحن نتخذ التدابير الأمنية اللازمة ضمن إطار قوانين منظمة الطيران المدني الدولي، نظراً لأن المنطقة التي نتواجد فيها والأحداث التي نعيشها، تجبرنا على فعل ذلك".
وأضاف أرسلان أن قرار الحظر الأميركي والبريطاني الذي يهدف إلى منع حمل الأجهزة الإلكترونية على غرار الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة سيضر برفاهية المسافرين على متن الرحلات. ومن أجل ذلك، ستقوم شركات الطيران التركية بدراسة الخطوات اللازمة للحيلولة دون ذلك.
(ترجمة هافينغتون بوست عربي)