ويغزل انشودة من امل تكاد تتفجر على صخور( خلة المشتى)، ويسكب احلاماً لا تنتهي عند اطراف بحر( خلة عيسى )الذي يغرقنا بامواج قمحه العاتية، ليستعير من( تلة شلعبون )مركب عشق يرسينا على شاطئ بيدر( صف الهوا) ويسوح بنا فوق غيوم ربيع( المحيريق) وملعب دوارها الذي يتحسر على ايام الصبا، وتعزف (الدورة) فوق مرتفعاتها الحاناً شجية تصدح كمنجيرة راع يسوق اغنامه آتياً من (عقبة صلحا) الى شقيف الغراب يتمايل على نغم القطيع حيناً ويرتاح حيناً تحت سنديانة من عمر الارض تكاد جذوعها تخرق احشاء (عين هارة)...
يعود نيسان وهو الامل الذي يتربع فوق قلوبنا حاملاً معه آمال الغد المقبل، يسمعنا اناشيد نايات العودة من الغربة المرة.. يعود نيسان مرشرشاً رذاذ الربيع على جفون الصباح الغافية فيوقظنا تحت ملولة الحاجة وردة في اقصى طرف الميادين، هناك حيث الهدوء والسكينة التي تخرقها اصوات حساسين و بلابل مغرده فوق أغصان أشجارها، فنتربع تحتها ونفترش الارض بزوادة تفوح منها رائحة الصعتر الاخضر وزيت وزيتون فيه مرارة الاشتياق..
يعود نيسان الى هناك فطريق (العين و العويني و حاكورة نص الضيعة و الدورة) حيث تجلس امراة مسنة على قارعه الطريق تمسك عكازا وتحدق بسنين مضت وايام خلت وتغرق مقلتيها بين دموع الذكريات...
